الحج، الآية ٥) والمدة التي كان على موسى أن يخدمها من أجل زوجته (سورة القصص، الآية ٢٨) وتاريخ استحقاق الدين (سورة البقرة، الآية ٢٨٢) وغيرها. وقد وقَّت الله لخلق السموات والأرض والشمس والقمر أجلا (سورة الأحقاف، الآية ٣: سورة الزمر، الآية ٥ وما بعدها)، وبهذا يرتبط مجئ اليوم الآخر. وقد استخدمت في الأكثر خاصة لأمد الوجود الذي قدَّره الله للأمم (سورة المؤمنون، الآية ٤٣ وما بعدها) وللأفراد (سورة المنافقون، الآية ١٠ وما بعدها، سورة الأنعام، الآية ٢). وهذا الأجل لا يقدم ولا يؤخر، وثبوته يفسر لم لا يعاقب الآثمون في الحال {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ}(سورة فاطر، الآية ١١). والأجل لا ينقص حتى مع ارتكاب الخطيئة (سورة فاطر، الآية ٤٥؛ سورة الشورى، الآية ١٤). على أننا قد نخلص من هذا إلى أن محمدًا (١)
- صلى الله عليه وسلم - فترض نقص الأجل عقوبة، ولكنه قد يرد إلى طوله الأول مع التوبة (سورة هود، الآية ٣؛ سورة إبراهيم، الآية ١١). وما أكثر ما يؤكد القرآن أن كلمة الأجل هي مدة الحياة التي لا تنقص فيتبعها الله بالوصف "مسمى"(سورة الزمر، الآية ٤٢؛ سورة غافر، الآية ٦٧، إلى غير هذا من الآيات): "ولولا كلمة سبقت من ربك"(سورة الشورى، الآية ١٤). وهذا النعت نفسه يطلق على جريان الظواهر الطبيعية غير المتغير (سورة لقمان، الآية ٢٩؛ سورة فاطر، الآية ١٣؛ سورة الزمر، الآية ٥). وكثيرًا ما يوصف أيضًا أجل الدنيا المقضى بهذا الوصف المقرر (سورة الأنعام، الآية ٢، ٦١؛ سورة فاطر، الآية ٤٥). ويلحظ المرء في تفاسير القرآن الجنوح إلى الإشارة بالأجل المسمى ما أمكن إلى زمن انتهاء الدنيا.
ولوفق ما جاء في الحديث (البخاري، كتاب القدر، الباب الأول؛ مسلم، كتاب القدر، الباب الثالث، وغير ذلك) فإن الأجل والرزق اثنان من أشياء أربعة مكتوبة على الإنسان حين يكون في الرحم. وذهب بعض السابقين من المعتزلة فيما يظهر إلى أن الإنسان الذي يموت في فاجعة لم يبلغ اجله
(١) ما كان أحرى كاتب المادة أن يقضي في مناقشة نصوص القرآن دون هذا اللمز الذي أقحمه إقحامًا ليس هذا مكانه فنخصه بتعليق هنا، هذا وسيجد القارئ في أكثر من موضع من هذه الدائرة ردودًا مستفيضة على هذه المسألة.