الذي قدره الله له. وقد يكونون قالوا هذا لكراهيتهم أن ينسبوا إثم القتل إلى الله، كما قالوا إن الرزق الذي هو من المتاع المنهوب لا يكون من عند الله. وفي مثل الآية ٦٧ من سورة غافر يمكن أن يفسر الأجل على أنه الزمن الطبيعى، أو كما قالوا:"الزمن سبق في علم الله أنه قاض نحبه عنده ولو لم يكن قد قتل"(انظر الإبانة) على أن هذا الرأى يخالف الشعور المتأصل بأن أجل الموت محدد. وحتى أبو الهذيل يقول إن الإنسان إن لم يقتل فلقد كان حريًا أن يموت على وجه آخر. ويصر النجار على أنه على آية صورة كان الموت فالإنسان يموت عند أجله؛ وقد تتبعه خصوم عقيدة القدر ومعهم الأشعرى. وحاول الكعبى أن يتجنب نسبة الشر إلى الله بالتفرقة بين الموت والقتل. ولم يثر جديد بعد ذلك، وكرر المتكلمون الموضوعات القديمة. وعن "الأجل" يعرض العقائديون للمسائل الآتية: إلى أي مدى يطيل الله الأجل أو ينقصه ثوابًا على الطاعة أو عقابًا على المعصية على الولاء؟ والجواب عن هذه المسألة ينتهى بالتوفيق بين الآيات القرآنية المذكورة آنفًا، وهو يرد مسألة الأجل إلى ما دار من جدل حول موضوع "البداء". وثمة وجه من وجوه مسألة الأجل وهو الخاص بفناء مجموعات عظيمة من الأحياء بفعل الكوارث الطبيعية والحروب والاضطهادات وغيرها.
وتعالج الفلسفة الدينية اليهودية المشكلة من وجهة النظر نفسها.
المصادر:
(١) الأشعرى: مقالات الإِسلاميين، طبعة Ritter، ص ٣٥٦ وبها مصادر أخرى ص ٢٨٥.
(٢) الكاتب نفسه: الإبانة، القاهرة سنة ١٣٤٨ هـ، ص ٥٩ (حيدر آباد سنة ١٣٢١ هـ، ص ٧٦؛ ترجمته W. C. Klein، نيوهافن سنة ١٩٤٠، ص ١١٥ - ١١٧.
وقد سقط من المتن شيء.
(٣) البغدادى: أصول الدين، إستانبول سنة ١٣٤٦ هـ = ١٩٣٨ م، ص ١٤٢ - ١٤٤.
(٤) الغزالى: اقتصاد، قطب ٤، باب ٢، فصل ٢، مسألة.
(٥) الشهرستانى: نهاية الأقدام، طبعة Guillaume، ص ٤١٦.
(٦) الإيجى: المواقف، القاهرة سنة ١٣٢٥ هـ، جـ ٨، ص ١٧٠.