نسخ السنة الأولى. فالتوسل بالأولياء مثلًا صار عمليًا جزءًا من السنة، وأعجب من هذا أن الاعتقاد بعصمة النبي قد جعل "الإجماع" ينحرف عن نصوص واضحة في القرآن الكريم (١). فلم يقتصر الإجماع هنا على تقرير أمور لم تكن مقررة من قبل فحسب بل غيّر عقائد ثابتة وهامة جدًا تغييرًا تامًا. وعلى هذا فهو يعد اليوم عند الكثيرين -مسلمين وغير مسلمين- وسيلة فعالة للإصلاح. فهم يقولون إن المسلمين يستطيعون أن يجعلوا من الإِسلام ما شاءوا على شريطة أن يكونوا مجمعين. على أن الآراء غير متفقة فيما يمكن أن ينتظر للإجماع، فكولدسيهر (Vorlesungen، ص ٩٦) الذي درس تاريخ الإجماع يعتقد أنه يمكن أن يكون له شأن كبير، على خلاف سنوك هركرونى (Politique: Snouk Hurgronje musulmane de La Hallande ص ٤٢، ٦٠) الذي يرى أن "الفقه" قد جمد، ولذلك فلا رجاء في الإجماع.
المصادر:
(١) الشافعي: الرسالة، طبعة القاهرة سنة ١٣١٢ هـ، ص ١٢٥ وما بعدها.
(٢) القرافى: شرح تنقيح الفصول في الأصول، طبعة القاهرة سنة ١٣٧٦ هـ ص ١٤٠ وما بعدها، وانظر على هامشه شرح أحمد بن قاسم على شرح المحلى على "ورقات" الجوينى، ص ١٥٦ وما بعدها.
(٧) Le droit Musul: Snouck Hurgronje mam فى Rev. de l hist. des Religions المجلد ٣٧، ص ١٥ وما بعدها، ص ١٧٤ وما بعدها
(٨) Joynbull: Handb. des Islam. Ge setzes ص ٤٦ - ٤٩.
[ماكدونالد D. B. Macdonald]
(١) لعل كاتب المادة يريد أن يقول إن اعتقاد الناس بعصمة النبي [- صلى الله عليه وسلم -] جعلهم يأخذون بحديثه "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، مهما كان إجماعهم مخالفًا لنصوص القرآن، الكريم وهو يعجب لإجماع الناس على أمور مخالفة للقرآن الكريم اعتمادًا على الاعتقاد بعصمة النبى [- صلى الله عليه وسلم -] في هذا الحديث الذي يعد أساس الإجماع.