كراهة إشهار السيوف في الحرم، فبعيد الاحتمال، مثله في ذلك مثل التفسير الذي يربط اسم الخشبية بالحطب الذي جمعه ابن الزبير بجانب محبس بن الحنفية تهديدًا منه بتحريق ابن الحنفية وأتباعه.
وفي حديث عبد الله بن عمر أنه كان يصلى خلف الخشبية، وقد فسر هذا بأن الخشبية اسم يطلق على الذين عمدوا خاشعين إلى حفظ الخشبة التي صلب عليها زيد بن على، بيد أن هذا التفسير في رأى مجد الدين بن الأثير (المصدر المذكور) لا يتفق مع التسلسل التاريخى للحوادث.
وفي عبارة لابن حزم (الفصل في الملل والأهواء والنحل، مخطوط، ليدن ٤٨٠ ب ورقة ١٣٨ ب أسفل الصفحة؛ انظر The Heterodoxies: I. Friendlânder of the Shiites according to Ibn Hazm نيوهافن ١٩٠٩ جـ ١ ص ٦٣، تعليقة ١) أن الخشبية حرّموا سلاح الحديد إلى أن يظهر المهدى المنتظر.
وكان الثأر للحسين هو الصيحة المدوية للخشبية "يا لثأرات الحسين"(الطبرى: المصدر المذكور، جـ ٢، ص ٦٩٤ , س ١٤) فأدى ذلك إلى التخلى عن اسم الخشبية وإحلال "الحسينية" محله، وهذا الاسم لا يختلف عنه في رسم الحروف إلا قليلا. وقد احتفظ بالاسم الأخير في مواضع من مصنفات أمثال ابن عبد ربه (العقد الفريد، طبعة القاهرة ١٣١٧ , جـ ١، ص ١٩٠، س ١٧ وما بعده) وابن بدرون (شرح قصيدة ابن عبدون؛ طبعة دوزى، ص ١٨٧, س ١٢ - ١٤).
ومن ثم فقد كان الخشبية اسمًا آخر للكيسانية ثم أطلق على أنصار النحل التي كانت شائعة بين الكيسانية مثل الرجعة والتناسخ. وكثير هو الشاعر الممثل لهذه الأهواء، ويعرف بالخشبى، ويقال إن الذي حوله إلى الخشبية هو الشاعر خِنْدِف الأسدى (الأغاني: جـ ٨، ص ٣٣, س ١٦ , ٢٠ - ٢٤, ص ٣٤ , س ٢٠، جـ ١١، ص ٤٧، س ٢٢ وما بعده؛ وفي هذا الموضع صُحّف خندف إلى خندق).
ويذهب محمد بن أحمد الخوارزمى (مفاتيح العلوم، طبعة فان فلوتن