أقوياء الملاحظة بصيرين بكل ما يحيط بهم. كما أنَّهم رزقوا القدرة على الوصف الدقيق ما أتاح لهم مصطلحات في النبات وأجزائه بلغت حد الدقة العلمية أو كادت. وفي هذا الكتاب الذي كان لا يزال في متناول صاحب خزانة الأدب، بمجلداته الستة الضخمة، أوصاف للنبات هي -دون سواها- التي بقى معظمها، وفيه علاوة على ذلك شواهد من شعر الشعراء ذات مغزى، على أنَّه كان يشتمل بلا شك على مباحث لغوية وتاريخية عن هذه الشواهد. ويبدأ الكتاب بوصف تفصيلى لأنواع تربة بلاد العرب وتركيبها، ومناخها، وتوزيع مائها والأحوال العامة اللازمة لنمو النباتات. ثم يتناول تصنيف النباتات بصفة عامة، وتركيب كل نبات على حدة. ويعالج الجزء الأكبر من الكتاب كل نبات على حدة مقسما النباتات إلى ثلاثة أنواع: نباتات تزرع ليقتات الناس بها، ونباتات برية، ونباتات تثمر ما يؤكل. وهو يتناول النوع الثاني من النباتات بحسب أماكن وجودها ثم بحسب طبيعتها ثم بحسب قيمتها الاقتصادية إلى حد ما. وقد أصبح هذا المؤلف عمدة فقهاء اللغة المتأخرين في أسماء النباتات، وقد كتب علي بن حمزة البصرى عنه نقدا ضئيل الشأن اقتصر على تناول المسائل اللغوية فيه وضمنه قسما من مؤلفه المعروف باسم "كتاب التنبيهات على أغلاط الرواة".
المصادر:
(١) ياقوت: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، طبعة مرغوليوث، جـ ١، ص ١٢٣ - ١٢٧.
(٢) السيوطي: بغية الوعاة، القاهرة ١٣٢٦ هـ، ص ١٣٢.
(٣) عبد القادر البغدادي: خزانة الأدب، بولاق ١٢٩٩ هـ , جـ ١، ص ٢٥.
(٤): S. de Sacy Relation de L'Egypte ص ٦٤, ٧٨.
(٥) Steinschneider في Zeitschr. d. Deutsch. Gorgenl. Ges, جـ ٢٤، ص ٣٧٣.
(٦): E. Meyer Geschichte der Bot anik؛ كونكسبرغ ١٨٥٦ م، جـ ٣، ص ١٦٣ وما بعدها.
(٧): Flugel Die Grammatischen Schulen der Araber, ليبسك ١٨٦٢ م، ص ١٩٠ وما بعدها.