بثلاثة أعوام (١٤٤ هـ = ٧٦١ م) استعاد محمد بن الأشعث على رأس جيش عربى قوى مدينة القيروان، ففر ابن رستم إلى الغرب وأسس مدينة تاهرت فى إقليم كان عدد الخوارج فيه كثيرا بلا شك. وقد بايعه الإباضية بعد ذلك بخمسة عشر عاما بالإمامة.
وتعاقب عليها من بعده ستة من أفراد أسرته. ولا نعرف على وجه التحقيق تواريخ حكمهم، على أنه يمكن ترتيب هذه العهود على النحو التالي مع ترك بعض ثغرات:
عبد الرحمن بن رستم. ١٦٠ - ١٦٨ هـ (٧٧٦ - ٧٨٤ م).
عبد الوهاب بن عبد الرحمن ١٦٨ - ٢٠٨ هـ (٧٨٤ - ٨٢٣ م).
أبو سعيد الأفلح بن عبد الوهاب ٢٠٨_٢٥٨ هـ (٨٢٣ - ٨٧١ م).
أبو بكر بن الأفلح، وقد خلع ٢٥٧ - ؟ (٨٧١ - ؟ م).
أبو اليقظان محمد بن الأفلح؟ - ٢٨١ هـ (؟ -٨٩٤ م).
أبو حاتم يوسف بن محمد، وقد خلع ٢٨١ - ؟ هـ (٨٩٤ - ؟ م).
يعقوب بن الأفلح، وقد خلع .. ؟
أبو حاتم يوسف، أعيد الى العرش؛ يعقوب بن الأفلح، وقد أعيد إلى العرش ٢٩٤ - ٢٩٦ هـ (٩٠٦ - ٩٠٨ م).
إن ما يعمله المؤرخون أمثال ابن خلدون وابن عذارى والبكرى عن تاريخ العلاقات الخارجية لدولة بنى رستم لا يتجاوز حقائق قليلة. فقد كانت دولة تاهرت يحيط بها الأعداء من كل جانب (بلاد أغالبة القيروان بما فيها الزاب وأدارسة فاس وكانوا أصحاب الأمر فى تلمسان) إلا أنها ظلت قائمة مائة وخمسين عاما لا يهدد كيانها خطر مباشر. فقد أشترك عبد الوهاب الإمام الثانى مع خوارج البربر (هوارة ونفوسة) فى هجومهم على مدينة طرابلس التى كانت فى يد أمراء الأغالبة. والظاهر أن بنى رستم قد خطبوا فى الوقت نفسه ود الأمويين فى قرطبة، ذلك أنهم كانوا لا يستطيعون الاعتراف بالخلافة العباسية، بل كانوا مضطرين إلى حماية أنفسهم من الأغالبة الذين كانوا أقيالا للخلفاء فى بغداد. وقد أورد ابن عذارى فى حوادث