وقد تهيأ هذا البحر بعد تكرار سقوط القطع الأخير من آخر البيت [يريد السبب الأخير (تن) من فاعلاتن] إلى أن يكون الوقوف على القطع الذى قبل الأخير من التفعيلة.
والصورة الأولى من صور الرمل عند العرب هى بتكرار "فاعلاتن" ست مرات، غير أنه قد تبين بالاستقصاء أنها من الندرة بمكان، وأن أكثر صوره استخداما هاتان الصورتان:
١ - المصراع الأول من "فاعلاتن" مرتين، ثم "فاعلن" والمصراع الثانى مثله.
٢ - المصراع الأول من "فاعلاتن" مرتين، والمصراع الثانى مثله (Freytag ص ٢٤٢).
ولقد كانت الصورة الأولى ذات التفاعيل الست من مستعمل الأيام الأولى، ثم ظهرت بعد ذلك الصورة ذات التفاعيل الأربع التى سميت مجزوء الرّمل والتى أصبحت أكثر شيوعا.
وحسبنا أنه فى دواوين الشعراء الستة الجاهليين التى نشرها الفرت، جاء الرمل على الصورة الأولى أربع مرات فقط فى النص الرئيسى وسبعا فى القسم الملحق.
وكذلك الحال فى "الحماسة" لأبى تمام التى نشرها Freytage، (ص ٨٤، ٤٩٥). وبين أن ما جاء فى حاشيته (ص ١٥) من أن الرمل ورد فى الحماسة ثلاث مرات، هو وَهْم أو قل إنه عد القطعة التى وردت (ص ٨٤) مرتين.
وفى "حماسة" البحترى التى تحوى ١٤٥٤ طبعة نجد عشرين منها من الصورة الأولى وواحدة فقط من الصورة الثانية برقم ١١٩٢ تعزى إلى وضَّاح اليمن، وهو كما فى الأغانى (جـ ٦، ٧، ٣ - ٤٠) قتله الوليد بن عبد الملك -وعلى هذا فمن المؤكد أنه مات قبل سنة ٩٨ من الهجرة (٧١٥ م).
وفى ديوان عمر بن أبي ربيعة المتوفى سنة ١٠١ هـ (٧١٩ ميلادية) مجزوء الرمل يكاد يكون بكثرة الرمل الكامل، أى بنسبة ١٢: ١٧ من بين ٤٤٠ قصيدة ومقطوعة.
وفى ديوان أبى نواس المتوفى سنة ١٩٨ هـ أو سنة ١٩٩ هـ (أى ما بين سنتى ٨١٣ - ٨١٥ م) نجد الرمل على كثرة غير بالغة، أربع قصائد من بين ٩٥ قصيدة للمدح، ومرثية واحدة من بين عشرين مرثية، وثمانى خمريات