للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

l'Academie Royale de Belgique جـ ٢، ١٨٦١ م، والتى تابعه فيها كنز F.K Ginzel فى كتابه Chronologie جـ ١، ص ٢٤٨). ومؤداها أنه كانت هناك سنة قمرية خالصة فى مكة إلى الفترة السابقة للهجرة مباشرة، فهى نظرية لا يمكن أن تكون حجة ثابتة أمام ما تقدم ذكره، لأنه لم يقم دليل كاف على أن قران المشترى وزحل الذى وقع فى مارس سنة ٥٧١ - وهو المسمى "قران الدين"- قد حدث بالفعل قبل مولد النبى عليه الصلاة والسلام مباشرة، وهنا لا يمكن أن يكون الأمر أمر افتراض وتخمين ظهر بعد ذلك. وكانت بداية السنة القمرية العربية -وأيضا بحسب السنة العبرية- فى الخريف. والسنة نفسها كانت تتألف من اثنى عشر شهرًا -وفى سنين الكبس من ثلاثة عشر شهرًا- تحسب من الهلال إلى الهلال. أما زيادة الشهر الثالث عشر، وهى الزيادة التى لم يكن منها بد لتحديد بداية السنة القمرية فى موضع معين من السنة الشمسية، فقد كانت تعمل بحسب التجربة بين آن وآخر، وذلك كل سنتين أو ثلاث فى المتوسط. وكلمة "النسئ" المذكورة فى القرآن (سورة التوبة، آية ٣٧) والتى كثر حولها الجدل إنما تشير إلى زيادة هذا الشهر الثالث عشر (١)، كما بين ذلك من جديد الأستاذ موبرج بيانا مقنعا لا جدال فيه (An - Nasi' in: Axel Moberg der islamischen Tradition، لند، ١٩٣١) ولم يحرم النسئ تحريما صريحا على يد محمد عليه الصلاة والسلام إلا فى السنة العاشرة للهجرة (الموضع المتقدم ذكره من القرآن) (٢) وكان وقت الحج، الذى كان يرتبط فى أول الأمر بالخريف، أعنى أنه قد حدد بحسب السنة الشمسية، يعين بحسب نوء (ج، أنواء) أحد المنازل الثمانية والعشرين للقمر. وهذا الضرب من تعيين المواقيت الشمسية مأثور أيضا عن عصر تال لذلك (راجع Calendrier de Cordoue del'annee ٩٦١ طبعة Dozy، ليدن ١٨٧٣) ونجده كذلك فى العصور القديمة عند


(١) كانت السنة الشمسية أطول من القمرية فقد كان لا بد فى كل سنتين) وثلاث -بحسب الأحوال- من النسئ وهو إضافة شهر وتسميته بالشهر السابق له. [المترجم].
(٢) راجع ذلك فى كتاب الآثار الباقية ص ٦٢ - ٦٣ [المترجم].