(١٢٢٣ م) الذى كثيرًا ما يتدارس الناس شرحه على مختصر الخرقى المسمى "المغنى"؛ وتقى الدين بن تيمية الذى اشتهر بالجدل والمناظرة، وتلميذه الوفى محمد بن قيم الجوزية المتوفى عام ١٧٥ هـ (١٣٥٠ - ١٣٥١ م) وقد اشتهر كلاهما بصرامة عقائده وبشدة وطأته على من يعتقد غير معتقدهما، ونستطيع أن ندرس مذهب الحنابلة مما طبع أخيرًا بالقاهرة من مؤلفات هذين الفقيهين.
وقد نشأ فى القرن الحادى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى) عدد من مشاهير فقهاء الحنابلة فى قرية بُهُوت فى المحلة الكبرى بمصر، نذكر منهم عبد الرحمن البهوتى المتوفى عام ١٠٥١ هـ (١٦٤١ - ١٦٤٢ م) وتلميذه محمد البهوتى المتوفى عام ١٠٨٨ هـ (١٦٧٧ - ١٦٧٨ م). وقد عاش كل منهما بالقاهرة ودرس بها. ويعتمد فى دراسة المذهب الحنبلى بالجامع الأزهر على كتاب "نيل المآرب" (وهو شرح على "دليل الطالب" لمؤلفه مرعى بن يوسف، المترسل المعروف، المتوفى عام ١٠٣٠ هـ = ١٦٢١ م) الذى صنفه عبد القادر بن عمر الدمشقي المتوفى عام ١١٣٥ هـ (١٦٢٥ م) وطبع فى بولاق عام ١٢٨٨ هـ.
وقد كتب أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب المتوفى عام ٧٩٥ هـ (١٣٩٣ - ١٣٩٣ م)"طبقات الحنابلة" وهو لا يزال مخطوطًا (انظر kat leipziq: vollers رقم ٧٠٨).
وأثبتت فهارس دار الكتب المصرية عددًا وافرًا من المصنفات التى ألفت فى الفقه الحنبلى (ج ٣، ص ٢٩٣ - ٣٠١).
(انظر غير ما ذكرنا: w.M. Patton Ahmad ibn Hanbal and the Mahna، (ليدن سنة ١٨٩٧ م)، ومقالة عن هذا الكتاب لكولدسيهر zeitschr .d.Deutsch. Morg Ges ج ٥٢، ص ١٥٥ وما بعدها، وانظر لكولدسيهر أيضًا مقالة فى المجلة نفسها، ج ٦٢، بعنوان zur Gescg. der hanbalit . Bewegungen Gescg. der d. arab Litter . Brockelmann جـ ١، ص ١٨١ وما بعدها).