للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العقيدة الإسلامية هو وحده المطلق القديم الذى لا نهاية له فإن مذهب الرازى اعتبر إلحادًا.

والقول بمبادئ خمسة تدخل فى ميدان ما بعد الطبيعة صار له نظير فى علم الطبيعة، فنجد اليعقوبى (١) (فى النصف الثانى من القرن الثالث الهجرى = القرن التاسع الميلادى) يقول بمناسبة الكلام عن كتاب "سمع الكيان" أو "الخبر الطبيعي" (٢) لأرسطو إن أرسطو "بين فيه عن الأشياء الطبيعية، وهى خمسة، المشتملة على الطبائع كلها، التى لا وجود لشئ من الطبائع دونها، وهى العنصر (٣) والصورة والمكان والحركة والزمان .. وهذه الخمسة منها اثنان جوهران، وهما العنصر والصورة، وثلاثة أعراض جوهرية، (اليعقوبى ط Houtsma جـ ١، ص ١٨٤). وقد كتب الكندى (المتوفى بعد سنة ٨٧٠ = ١٤٦٦) (٤) كتابًا صغيرًا لم يصل إلينا إلا فى ترجمته إلى اللاتينية، وهو كتاب De quinque essentiis (وقد نشره ألبينو ناجى Alb Nagy فى ميونخ عام ١٨٦٧، ضمن مجموعة رسائل للكندى، بعنوان Die Philo sophischen Abhandlungen des Ja'qub ben Ishaq al-Kindi، ص ٢٨ - ٤٠) (٥).

والكندى فى هذا الكتاب يتكلم، بعد مقدمة عامة، عن هذه الأشياء الخمسة نفسها، معتمدا فى الجملة على الكتاب


(١) اليعقوبى هنا هو أحمد بن أبى يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسى، والمقصود كتابه فى التاريخ ط. ليدن ١٨٨٦ - المترجم.
(٢) المقصود هو كتاب الطبيعة المشهور لأرسطو -المترجم.
(٣) العنصر هنا هو الهيولى أو المادة بحسب الاصطلاح الذى ساد فيما بعد -المترجم.
(٤) لا أعرف المقصود من الرقم الثانى، فى الأصل الفرنسى، إلا أن يكون المترجم إلى الفرنسية حسب أن عام ٨٧٠ بحسب التاريخ الهجرى فحوله إلى التاريخ الميلادى. أما الذى لا شك فيه فهو أن الكندى توفى بعد عام ٨٧٠ م أو بعد سنة ٢٥٢ هـ. راجع مقدمة الجزء الأول من رسائله ط. القاهرة ١٩٥٠ م -المترجم.
(٥) (هذا الكتاب الصغير قد نقله إلى العربية محمد عبد الهادى لم نجو ريدة، وهو الرسالة الأولى من الجزء الثانى، من رسائل الكندى، القاهرة ١٩٥٣ - المترجم.