الأسرة السامانية. ذلك أن نوحا توفى من غير أن يعقب ولدا يخلفه على العرش، وكان فيما يظهر خادما أمينا للطاهرية، فأقام طاهر بن عبد اللَّه مكانه على ولاية ما وراء النهر الأخوين يحيى وأحمد. وكان نوح هذا قد استجاب لتحريض الخليفة المعتصم فعاون عبد اللَّه ابن طاهر على أن يكيد كيدا مشينا للحسن بن الأفشين ولد قائد الترك المشهور الذى كان قد فقد حظوته عند الخليفة (الطبرى، جـ ٣، ص ١٣٠٧ وما بعدها). وكان أحمد موضع المدح والثناء فى المصادر المتأخرة لإنكاره لذاته وما اتصف به من خلال أخرى حميدة (ابن الأثير، جـ ٧ ص ١٩٢) وقد نحت هذه المصادر فى ذلك منحى المؤرخين من أهل المشرق عندما يتحدثون عن مؤسس بيت من البيوت الحاكمة. وخلف أحمد على ولاية ما وراء النهر نصر أكبر أولاده السبعة؛ وعدنا لا نسمع شيئا عن يحيى، ولعله توفى قبل أحمد. ولم يذكر حمزة الأصفهانى شيئا عن أحمد سوى أنه خلف نوحا. ويمكن أن نقول إن نصرا أصبح أميرا مستقلا بأمر بنفسه منذ عام ٢٦١ هـ (٨٧٤ - ٨٧٥ م)؛ فقد أقطعه الخليفة نفسه ما وراء النهر فى هذا العام (الطبرى، جـ ٣، ص ١٨٨٩, وانظر ابن الأثير، جـ ٧) على أن نجم الطاهرية كان آخذا فى الأفول، وأخذ الخطر يتهددهم من جانب الصفّارية. وكما أننا نتبين من رواية ابن الأثير أنه أصبح فى الواقع بعد تلك المنحة التى تلقاها من الخليفة عام ٢٦١ هـ حاكما مستقلا استقلالا ذاتيًا ولا يتبع إلا الحكومة العباسية، فكذلك نجد حمزة فيما يظهر (ص ٢٣٧) يعد إسماعيل أول أمير بمعنى الكلمة (فكانت ولاية من تقدم إسماعيل. . . من قبل الطاهرية). وفى سنة ٢٦١ هـ نفسها أقام نصر أخاه إسماعيل واليًا على بخارى، وكانت الفوضى متفشية فى هذا الإقليم. وقد أنفذ نصر جيشًا لقتال يعقوب بن الليث الصفارى، فقتل الجيش قائده واتجه