الذى ما زال سائدًا بوجه عام (انظر ماير Gesch. d Altertums: E. Meyer، جـ ١، القسم ٢، ص ٣٨٦ وما بعدها)، ونستطيع أن نخلص من رأيه هذا إلى أن بنى سبأ وبنى معين جاءوا من حضر موت، وأن مملكة سبأ كان منشؤها شبْوّة، على أن هذا الرأى لا يمكن أن نأخذ به (Geogr، ص ١٦٢ و ٢٣٠ و ٢٤٦ و ٢٤٨ و ٣٠١)؛ وجاء ونكلر Winckler (مثلا فى K.A.T، ١٩٠٣، ص ٧ و ١١ و ١٣٦ وما بعدها و ١٥٦؛ Die Volker Vorderasiens فى Der Alte Orient، جـ ١، ص ١ و ١٠) وويبر Arabien vor dem Islam) Weber، ص ٣ وما بعدها؛ Westasien فى Helmolt: Weltgeschichte, جـ ٣ ص ٣ و ٥ و ٢٢٠ و ٢٢٥) فى عهد أحدث من هذا فصرحا تصريحا جازمًا بأن بلاد العرب هى الموطن الأصلى للساميين؛ وكان هومل (Grundr. der Geogr. u Geschichte des Alten Orients: Hommel، جـ ١، ميونخ ١٩٠٤، ص ١٠ وما بعدها و ٢٤ و ٨٠ و ١٣٢) أكثر منهما حرصًا، إذ رأى أن شرق بلاد العرب (بما فى ذلك بلاد الكلدان) هو على الأقل آخر موضع بدأ جميع الساميين الغربيين منه هجرتهم؛ وقد وقف هارتمان (Hartmann, الموضع نفسه، ص ٩٣ وما بعدها) موقفًا صريحًا عارض به هذه النظرية القائلة بموطنهم الأصلى؛ وثمة آراء تعارض القول بأن بلاد العرب يجب أن تعتبر مهد الشعوب السامية جميعًا؛ ولو أننا سلمنا بهذا الفرض وما انبنى عليه من قول بهجرة العرب لما خرجنا من ذلك بما يجلو العلاقة بين بلاد العرب وبابل جلاء تاما (انظر ما كتب فى هذا الموضوع منذ عهد قريب فى Westasien، ص ٢٢٦، بل انظر أيضًا ما سلم به هذا الكاتب، ص ٢٤٢) والحق أننا إذا عكسنا هذه النظرية اقتربنا من الصواب، ومحصل ذلك أن سكان منطقة الفرات الخصيبة الذين كان عددهم أكثر مما تطيق هذه المنطقة اضطروا إلى الاتجاه صوب بلاد العرب مستهدفين أو لا وقبل كل شئ المراعى التى تتاخم تلك البلاد من الغرب، وكان الساميون بطبيعة الحال يتخذون هذه المراعى طريقا لعودتهم إلى بلادهم بين الحين والحين؛ وبالرغم من حجج نولدكه (Noldeke: