تناول تعبير الرؤيا وغير ذلك فى الجزء التاسع، ص ٢٩ وما بعدها. أما عن رؤيا النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] والرؤيا بصفة عامة فانظر صحيح مسلم، جـ ٧، ص ٥٠ وما بعدها. وهذه الموضوعات جميعًا كانت ولا تزال مرتبطة بالعقلية الإسلامية أوثق ارتباط.
وقد حمل المعتزلة على أساس من العقل والنظر على الأحاديث التى تقول إن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كان مسحورًا. ذلك أنهم كانوا يرون أن هذا مستحيل فى حق نبى عصمه اللَّه، كما قالوا أيضًا بأن السحر الذى تحدث عنه القرآن فى قصة موسى مثلا ليس إلا "تخيلا"، وأن الملكين اللذين ورد ذكرهما فى الآية ١٠٢ من سورة البقرة، كانا رجلين اسمهما "ملك" وإن هذه الآية يجب أن نفهمها فهما آخر. وقد ذكر ابن قتيبة الرأى المناهض لذلك فساق الأدلة العامة التى جاءت بها كل الكتب المنزلة والأنبياء، وذكر الاعتقاد المجمع عليه فى السحر من شعوب متباينة فيما بينها أشد التباين، وكذلك الشهادة الصريحة الواردة فى القرآن فى سورتى "المعوذتين"، وغير ذلك من أخبار بعينها، وخاصة تلك القصة عن امرأة شخصت إلى بابل لتتعلم السحر من هاروت وماروت، ثم طلبت النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى المدينة تائبة فوجدته قد لقى ربه فاعترفت لعائشة وأنبأتها بقصتها كلها. وهذه القصة تبدو فيها عناصر من الأدب الشعبى تتعلق بتحضير السويق بالسحر، وهى تذكرنا بحكاية بدر باسم من حكايات ألف ليلة وليلة وخرافات محمد بن سلمة (The Earlier History the Arabian Nighits فى J.R.A.S يوليه ١٩٢٤ - ص ٣٧٤ - ٣٧٩) وثمة رواية لهذه القصة أكثر تفصيلا وردت فى الطبرى المتوفى سنة ٣١٠ هـ الموافقة ٩٢٣ م (التفسير، جـ ١، ٣٤٧، س ٢٣ إلى ص ٣٤٨، س ١٠) وكذلك فى الثعلبى المتوفى سنة ٤٢٧ هـ الموافقة ١٠٣٦ م (قصص الأنبياء، ص ٣٠، س ١٦ وما بعدها من طبعة القاهرة