(انظر Literary History: Browne, جـ ٢، ص ٥٣٣)، على أن ثمة صلة بين طريقة سعدى فى الإنشاء وخاصة فى كلستان، حيث جرى على أن يذيّل كل قصة نثرية بقصيدة، وبين الطريقة الأدبية القديمة المشهورة التى التزمتها القصص الهندية، وهذه الصلة تعلل من جهة صحة ما قيل من تأثر سعدى نفسه بالأدب الهندى كما تعلل من جهة أخرى شهرته فى الهند.
وقد ترجمت آثار سعدى إلى اللغة التركية فى تاريخ مبكر، ترجم العلامة التفتازانى "بوستان" سنة ١٣٥٤ (History of Ott. Poetry: Gibb جـ ١، ص ٢٠٢)، وثمة ترجمة لكلستان باللهجة التركية المصرية قام بها سيف السرايى سنة ١٣٩١ (مخطوط ليدن، رقم ٤٧٦ فى فهرست دوزى Catalogue: Dozy جـ ١، ص ٣٥٥، ص ٥٣٣؛ انظر أيضًا تتبعلر مجموعة سى، سبتمبر سنة ١٣٣١، ص ١٣٣)، وقد قلد الشاعر التركى كمال باشا زاده (توفى ١٥٣٤) كلستان فى مصنفه الفارسى "نكارستان"، وكان سعدى من الشعراء الذين درست آثارهم كثيرا فى العهد الأول من عهود الأدب العثمانى، بل كان له إلى حد ما بعض الأثر فى تطور الأدب الحديث فى تركية، وآية ذلك أن ضيا باشا يقول فى سيرته التى كتبها بقلمه إنه لم يعرف كنه اللغة إلا عندما قرأ كلستان (Hist. of Ott. Poetry: Gibb, جـ ٥، ص ٥٣)، ويقدم ضيا باشا سعدى على سائر شعراء الفرس فى كتابه "خرابات"(طبعة الآستانة سنة ١٢٩١ هـ، جـ ١، ص ٢٢ من المقدمة) إذ يقول: "إنما يدرك المرء ماهية العالم عندما يقرأ "بوستان" ولا يساور ضيا شك فى إخلاص سعدى، ويعجبه فيه أن شجاعته لم تخنه حتى فى مدائحه، ذلك أنه يذكر سادة هذه الدنيا بالمثل الأخلاقية. وقد ظهر فى القرن التاسع عشر بعض الترجمات التركية الأخرى وتولى أدباء الترك أيضًا. كتابة شروح على "بوستان" و"كلستان"، مثال ذلك: سرورى (توفى ١٥٦١) وشمعى وسودى (وكلاهما من أعيان أواخر القرن السادس عشر) وهوائى والبرسوى وغيرهم، وقد طبعت بعض هذه الشروح فى القرن التاسع عشر.