عرف به من اطلاع واسع عجيب وعلم غزير يرتفع به إلى مقام الثقات الأثبات. وأفضل نقد له ما ذكره الذهبى (ميزان الاعتدال، سنة ١٣٢٥، رقم ٣٢٦٦) فقد قال فيه إنه حجة ثبت.
ويتصف سفيان فى الوقت نفسه بصفات أخرى من الطراز الأول جمعها كولدسيهر Goldziher فى كتابه (Muhamm. Stud، جـ ٢، ص ١٤٢). وهو يوضع فى مرتبة سامية وأن كان قد جرى سفيان على أن يذكر أحاديثه منسوبة إلى رواتها الأثبات مباشرة مع أنه كان إنما يأخذها بطريق غير مباشر من محدثين أقل من هؤلاء حجية (انظر القاموس، تحت هذه المادة (١)، Goldziher: كتابه المذكور، ص ٤٨، والفقرات الواردة فيه نقلًا عن ابن خلدون). ويضعه ابن حجر فى كتابه طبقات المدلسين (القاهرة سنة ١٣٢٢، ص ٩) فى الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، أى من أولئك الذين صفح الأئمة عن تدليسهم لكونهم من الشخصيات البارزة وبسبب قلة هذا التدليس، وهو يقول إن سنده فى الحديث النسائى (Geschichte der arabi schen Litteratur: Brockelmann، جـ ٢، ص ١٩٩) والبخارى. غير أن تدليس سفيان لم يمنع كتاب السير من ذكر قصص فيها مفخرة له. ولقد كان سفيان من أوائل الذين دونوا ذخيرة الأحاديث التى وعتها ذاكرته (انظر تاريخ أبى المحاسن، طبعة Juynboll جـ ١، سنة ١٨٥٥، ص ٣٨٧ وما بعدها؛ حاجى خليفة، طبعة Flugel جـ ١، ص ٨٠ وما بعدها) وقد أورد ابن النديم صاحب الفهرست (طبعة Flugel جـ ١، ص ٢٢٥) على سبيل المثال عددًا من مؤلفاته وهى:
(١) الجامع الكبير (٢) الجامع الصغير (٣) كتاب الفرائض (٤ و ٥) رسالتان لم يذكر موضوعهما.
ولسفيان أيضًا تفسيره للقرآن وهو التفسير الذى استشهد به الثعلبى كما
(١) ليس واضحا ما يريد أن يشير اليه الكاتب هنا: فالذى فى القاموس (المحيط) تحت مادة "سفن" هو "لقب إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذانى، لقب به لأنه إذا أتى محدثا كتب جميع حديثه". وتحت مادة "سفى": "وسافاه": سافهه وداواه، والمسفى: النمام" [مهدى علام]