قوله بأن "إسلام" هو مصدر الفعل أسلم وأنه مصوغ من سلام (. . .)(أى يدخل فى حالة سلام) فلا يمكن التوفيق بينه وبين تلك العبارات التى تتردد فى القرآن الكريم مثل "أسلم وجهه للَّه" و"أسلم لرب العالمين" وغيرها من العبارات.
وقد كان محمد عليه الصلاة والسلام يعلق أهمية دينية كبيرة على صيغة السلام، ذلك أنه كان يعدها تحية يوجهها الملائكة لأصحاب النعيم، ويستخدمها فى موضع التحية المباركة يزجيها إلى الأنبياء الذين جاءوا قبله. وثمة سلام من قبيل ذلك الذى يقال فى التشهد (انظر ما يلى) أو من قبيل السلام الذى تنهى به الصلاة وله نظير فى اليهودية وهو "تِفِلًا" (انظر Zur Entstehunagsgeschichte des islam Gebets u Kultus: E.Mittwoch فى Abh. Pr.AK- W. C.Ph -h-Kl، ١٩١٣ م رقم ٢، ص ٨١)، ولعل هذا السلام كان من أول الأمر سمة جوهرية من سمات الصلاة. (البخارى: كتاب الاستئذان باب ٣؛ كتاب الآذان، باب ١٤٨، ١٥٠) ومع ملاحظة أن اللَّه تعالى نفسه هو السلام (القرآن الكريم سورة الحشر، الآية ٢٣) وقد قرر النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى التشهد ما ينبغى أن يقال فيه. وتلاوة السلام تتبع ذلك فى الصيغة التى نذكرها بعد (انظر عن الأحاديث المختلفة فى التشهد: الشافعى: كتاب الأم، القاهرة ١٣٢١ هـ، جـ ٣، ص ١٠٣ وما بعدها، وانظر Goldziher Uber die Eulogien, وغير ذلك فى: Z.D.M.G، جـ ٥٠، ص ١٠٢).
وفى شعيرة الصلاة كما قررها الشرع تأتى البركة على اللَّه والسلام على النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وعلى العبد وعلى الحاضرين وعلى عباد اللَّه الصالحين قبل النطق بالشهادة فى التشهد (السلام عليك أيها النبى ورحمة اللَّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين) ومن الشعائر المتبعة فى الصلاة ما يقال أيضا فى نهاية التسليمة الأولى التى تتضمن فى صورتها الكاملة أن يلتفت المصلى وهو جالس ناحية اليمين وناحية الشمال