وجاء فى "تلمود برشلمى" أى تلمود أورشليم (شعبيط، جـ ٤، ص ٣٥ ب) أن "شالوم عليكم" كانت هى تحية إسرائيل (انظر أيضًا بشتيًا (١)، سفر متى، الإصحاح ١٠، الآية ١٢، الإصحاح ١٠، الآية ٥؛ الإصحاح ٢٤، الآية ٢٦؛ سفر يوحنا، الإصحاح ٢٠، الآيات ١٩، ٢١، ٢٦؛ Payne Smith: Thes. Syriacus، العمود ١٤٨٩ وما بعده). وثمة عدد كبير جدا من النقوش النبطية تبين إلى ذلك أن لفظ "شَلمْ" يدل على التمنيات الطيبة فى الشمال الغربى لبلاد العرب وفى شبه جزيرة سيناء (G.l.S، جـ ٢، Inscriptions Aramaeae, جـ ١، رقم ٢٨٨ وما بعدها، وقد تكرر هذا اللفظ مرتين فى رقم ٢٤٤، ٣٣٩ وثلاث مرات فى رقم ٣٠٢). ويتردد ذكر اللفظ العربى "سلم" فى نقوش الصفا للدلالة على البركة (انظر Zur Entzifferung der Safa Inschriften: E.Littmann ليبسك ١٩٠١، ص ٤٧، ٥٢ وما بعدها، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٥٩، ٦١، ٦٤، ٦٦، ٧٠؛ المؤلف نفسه Sremitic Inscriptions , نيويورك - لندن ١٩٠٥، Safaitic Lnscr رقم ٥، ٨، ١٢، ١٥، ٦٩، ١٢٨، ١٣٤).
وإذا كان ذلك الشطر من بيت الشعر:"سَلامك ربنا فى كل فجر" الذى استشهد به لسان العرب (جـ ١٥، ص ١٨٣، س ٥ من أسفل) صحيحا، وكانت نسبته إلى أمية بن أبى الصلت صحيحة أيضا، جاز لنا أن نستنتج من ذلك أن صيغة "سلام" كانت تستعمل فى بعض أوساط القائلين بالتوحيد فى شمالى بلاد العرب [قديما]. والمظنون أن هذا الاستعمال الذى تأثرث بالأقوال المسيحية واليهودية، قد جعل للفظ مدلولا خاصا فى منطقة الثقافة الآرامية. أما ما ذهب إليه لدزبارسكى (Ztschr.fur Semitik: Lidzbarski جـ ٢، ص ٨٥ وما بعدها) من أن "سلام" يستعيد الفكرة التى يعبر عنها اللفظ اليونانى (. . .) فأمر لا حاجة بنا إلى مناقشته فى هذا المقام. على أن
(١) هى الترجمة السريانية للعهدين القديم والجديد فيما عدا أسفار قليلة منها. وهذه الترجمة هى العمدة فى جميع الكنائس السريانية والنسطورية وكذلك عند القائلين بالطبيعة الواحدة.