جـ ٢، ص ٨ فى N.E جـ ١٨) يذكر أن جعفر البرمكى كان يطلق عليه لقب السلطان لأنه كان يشغل أقوى منصب فى الدولة، ثم حصل كبار المغتصبين لسلطة الخليفة من بعد على ألقاب مثل أمير الأمراء والسلطان. وقد سجل هذا الأمر أيضا عن البويهيين (Der Islam Morgen-und Abendland: A.Muller جـ ١، ص ١٦٨) والغزنويين، فقد ذكر ابن الأثير (جـ ٩، ص ٩٢) أن محمودا الغزنوى حصل على لقب سلطان من الخليفة القادر. ولم يؤيد العتبى هذه الرواية، ذلك أنه لم يذكر هذا اللقب عندما عدد الألقاب المختلفة التى خلعها الخليفة على محمود (المصدر المذكور، ص ٣١٧) على أننا فى الحق نلاحظ أن العتبى نفسه يطلق دائما على محمود لقب "السلطان" ويقول فى تفسير ذلك أن محمودا قد أصبح حاكما مستقلا (المصدر المذكور، ص ٣١١). مع ذلك فإن كلمة سلطان لم تكن فى نظر العتبى قد غدت بعد لقبا رسميا، لأنه كان يطلق هذا اللقب نفسه على الخليفة (انظر ما سبق). وأول حاكم غزنوى ظهر هذا اللقب على سكته هو إبراهيم (١٠٥٣ - ١٠٩٩) ويستعمل الفاطميون اللقب سلطان الإسلام (ابن يونس، ليدن، مخطوط) ونجد فى هذا الوقت نفسه أن لقب سلطان الدولة كان مستعملا عند البويهيين فى فارس (سلطان الدولة أبو شجاع ١٠١٢ - ١٠٢٤). وكان يحمل هذا اللقب بعينه الملك الرحيم آخر بنى بويه فى بغداد، وذلك فى الوقت نفسه الذى نلقى فيه المغتصب طغرل بك السلجوقى من الخليفة فى عام ١٠٥١ لقب السلطان ركن الدولة (الراوندى: راحة الصدور، مجموعة كب التذكارية، ص ١٠٥، وانظر أيضا ابن تغرى بردى، طبعة Popper، ص ٢٣٣).
وقد كان طغرل بك أيضا أول حاكم مسلم تحمل سكته الكنية، أو قُل اللقب "سلطان" مقرونا بكلمة معظم أى السلطان المعظم (انظر Cat. of Oriental Coins in the Brit. Mus: S.Lane-Poole, جـ ٣، ص ٢٨ وما بعدها). وهذه الحقيقة ترجح لدينا أن يكون السلاجقة هم أول من أصبحت كلمة سلطان تستعمل