قد استولوا فى ذلك الوقت نفسه على بلغراد (٦ سبتمبر) وسمندريا Semendria. وفى شهر سبتمبر أرسل الباب العالى مفركورداتو Mavrocordato وذا الفقار أفندى إلى فينا للمفاوضة فى أمر الصلح، ولكن رحى القتال ظلت دائرة بسبب طول المدة التى استغرقتها المفاوضات. وحلت الهزيمة آخر الأمر بالثائرين كديك أحمد ويكن عثمان وقتلا. وفى شهر ديسمبر من عام ١٦٨٨ عقد مجلس كبير للحرب وقرر فيما قرر أن يجند فى صفوف الجيش عدد من أهالى الآستانة. على أن المساعدة التى بذلتها فرنسا بمهاجمة الإمبراطور فى ألمانيا قد أعطت الترك الفرصة لتنظيم قواتهم. وفى يونية عام ١٦٨٩ خرج سليمان مرة أخرى على رأس جيش. ولكنه لم يسر معه إلى صوفيا، فقد سمع أن زيكت Szigeth خرجت من يد الترك، ثم أصبح رجب باشا سر عسكر. وأصابت هذه الحملة انتصارات أولية؛ ثم حلت بها هزيمة منكرة بالقرب من نيش فى الرابع عشر من سبتمبر، وكان من نتيجتها قتل رجب باشا وطرد الصدر الأعظم وتنصيب كوبريللى مصطفى باشا مكانه (٧ نوفمبر) واتخذ كوبريللى بعض التدابير الحازمة لإعادة النظام إلى الجيش والمالية، مثال ذلك أنه فرض سلسلة من الضرائب جديدة. وفى عام ١٦٩٠ وأتى الحظ الترك يعاونهم جيش من الجيوش التترية فاستولوا على نيش وسمندريا وبلغراد (٨ أكتوبر) كما استولوا على عدة مدن فى ترانسلفانيا.
وتخلى البنادقة عن فتوحاتهم فى ألبانيا، وهكذا بدأت حملة عام ١٦٩١ بنجاح عظيم، ولكنها انتهت بهزيمة الترك عند زلانكمن Szalankemen وقتل مصطفى كوبريللى فى هذه الوقعة، وكان السلطان أيضًا قد أدركته المنية (٢٣ يونية ١٦٩١، وجاء فى سجل عثمانى أنه توفى فى ١٥ شوال الموافق ١٢ يولية). وخلفه على العرش أخوه أحمد الثانى. ودفن سليمان الثانى فى مقبرة سليمان القانونى فى السليمانية بالآستانة. وقد اعتلى العرش ابنان من أبنائه هما: مصطفى الثانى وأحمد الثالث.