ويشتمل ذلك الفيض الذى يخطئه الحصر من مجموعات تراجم الصحابة فى بعض الأحيان على إشارات تاريخية للسيرة تختلف عن تلك الإشارات المأخوذة من آثار ابن إسحاق والواقدى المشهورة، وبعض هذه الإشارات يرجع إلى أصول أقدم من هذين الكاتبين. وإنا لانزال نفتقر إلى دراسة لكتب من قبيل الاستيعاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير والإصابة لابن حجر وغير ذلك من الكتب، تستهدف جمع تلك البيانات وتحقيقها، ذلك أن هذه الدراسة قد تأتى بنتائج ذات قيمة. ومهما يكن من شئ فإن المادة التى بين أيدينا ليست إلا شذرات مبعثرة متفرقة. وأضأل منها تلك البقايا التى يمكن أن نلتمسها فى شروح سيرة ابن هشام، وأشهرها الروض الأنف للسهيلى (٥٠٨ - ٥٨١ هـ؛ انظر Brocelmann: Geach. d. Arab. Lit، جـ ١، ص ١١٥، ٤١٣). أما المصنفات الضخمة التى ترجع إلى تاريخ أحدث من هذا فهى تزودنا بفيض لا يتصوره العقل من التعليقات دأب أصحابها، مدفوعين بغيرتهم العلمية فى استقصاء كل ما ورد فى المصادر التى توصلت إليها أيديهم على حشدها حشدًا. أما من حيث مادتها فإنها لم تأت بجديد على ما ورد فى ابن إسحق والواقدى؛ الأصيلة، أو قل إنها لا تعدو أن تكون رواية من الروايات للقصص المعروفة من قبل. وحسبنا أن نذكر من تلك التصانيف التى قد يقتضينا إيراد ثبت بها إلى إطالة هذا المقال إلى حد غير معقول: عيون الآثار لابن سيد الناس (٦٦١ أو ٦٧١ - ٧٣٤ هـ انظر Brockelmann: Gesch. d. Arab Lit جـ ٢؛ ص ٧١)؛ والمناقب اللدنية للقسطلانى (٨٥١ - ٩٢٣ هـ؛ انظر بروكلمان، جـ ٢، ص ٧٣)؛ والسيرة الشامية لشمس الدين الشامى المتوفى سنة ٩٤٢ هـ أو ٩٧٤ (بروكلمان، جـ ٢، ص ٣٠٤)؛ والسيرة الحلبية لنور الدين الحلبى (٩٧٥ - ١٠٤٤؛ بروكلمان، جـ ٢، ص ٣٠٧)؛ والشرح الذى كتبه على المصنفين الأولين بعنوان "نور النبراس" سبط ابن العجمى المتوفى سنة ٨٤١ هـ (بروكلمان، جـ ٢ ص ٦٧)، وشرح المواهب للزرقانى المتوفى سنة ١١٢٢ هـ (بروكلمان، جـ ٢، ص ٣١٩). أما