يجد فى نفسه ميلا إلى شغل هذا المنصب مرة أخرى. وتوفى السيوطى فى ١٨ جمادى الأولى سنة ٩١١ هـ (١٧ أكتوبر سنة ١٥٠٥ م).
ويتميز نشاطه فى التأليف الذى بدأه فى سن السابعة عشرة، بالتنوع العجيب. وينسب له فلوكل (Flugel: Wienr. Jahrb المجلدات ٩٨ - ٦٠) فى الثبت البالغ الطول الذى جمع فيه مؤلفاته ٥٦١ كتابًا، على أن هذا الثبت يضم علاوة على كتبه الكبرى كثيرًا من الرسائل القصيرة. وكان السيوطى يطمح إلى استخدام مهارته فى تناول فروع المعرفة الإسلامية جميعًا، وألف من ثم عددًا من التصانيف لا غنى لنا عنها الآن، فهى تعوضنا عما فقد من الكتب القديمة كما تزودنا بمجموعات من المواد. ونجتزئ من بيان كتبه الموجودة التى ذكرت فى تاريخ الأدب العربى لبروكلمان (Gesch.Arab. l-it جـ ٢ ص ١٤٥) بذكر أهمها مقتصرين على ما طبع منها:
جمع السيوطى جميع الأحاديث التى تتناول تفسير القرآن فى كتابه "ترجمان القرآن فى تفسير المسند"(وهو مفقود فيما يظهر)، وقد اختصره بإيراد المصادر الأدبية بدلا من الإسناد وذلك فى مصنفه "كتاب الدّر المنثور فى التفسير المأثور" القاهرة ١٣١٤ هـ فى ستة مجلدات. وناقش السيوطى عددًا من الشواهد الغامضة فى "مفحمات الأقران فى مبهمات القرآن" بولاق ١٣٨٤ هـ, القاهرة ١٣٠٩، ١٣١٠ هـ وتناول أسباب نزول السور المفردة فى "لباب النقول فى أسباب النزول" الذى اعتمد فيه على كتاب الواحدى وإن كان قد زاد عليه مادة استقاها من الحديث والتفسير وعنى عناية خاصة بإيضاح مصادره (طبع بإستانبول ١٢٩٠ هـ، كما طبع مرارًا على هامش أشهر شروحه). وقد بدأ هذا الكتاب شيخه المحلى جلال الدين (المتوفى سنة ٨٦٤ هـ = ١٤٥٩ م) وأتمه السيوطى فى أربعين يومًا سنة ٨٧٠ هـ (١٤٦٥ م) ومن ثم عرف بتفسير الجلالين (طبع فى بومباى ١٨٦٩ م ولكهنؤ ١٨٦٩ م. وكلكته ١٢٥٧ هـ, ودلهى ١٨٨٤ م والقاهرة ١٣٠٠, ١٣٠١, ١٣٠٥، ١٣٠٨, ١٣١٣, ١٣٢٨ هـ) وأشهر