متناول البيهقى، وقد عرف أيضًا باسم "المختصر الكبير والمنثورات".
وقد بقى أيضًا كتاب يقرر فيه الشافعى عقيدته وعنوانه "كتاب وصية الشافعى" (ذكره ياقوت ونشره Kern فى Mitteilungen des Sem. fur oriental, Sprachen Westasiat. Studien، سنة ١٩١٠ م) أما "كتاب الفقه الأكبر"(القاهرة ١٣٢٤ هـ الخ) فرسالة صغيرة فى عقائد عهد الأشعرى. وللشافعى قصائد قليلة تشهد بتمكنه من اللغة (المسعودى: المروج، جـ ٨، ص ٦٦؛ ابن خلكان جـ ١، ص ٤٤٨؛ العسقلانى ص ٧٣ وما بعدها).
وكانت الحاضرتان الكبيرتان اللتان شهدتا نشاطه فى التدريس هما بغداد والقاهرة. وكان أهم تلاميذه: المزنى (توفى سنة ٢٦٤ هـ) والبويطى (توفى ٢٣١ هـ) والربيع بن سليمان المرادى (توفى سنة ٢٧٠ هـ)؛ والزعفرانى (توفى سنة ٢٦٠٠ هـ)؛ وأبا ثور (توفى سنة ٢٤٠ هـ)، والحميدى (توفى سنة ٢١٩) وأحمد بن حنبل (توفى سنة ٢٤١ هـ)؛ والكرابيسى (توفى سنة ٢٤٨ هـ) وغيرهم وقد اجتذب الشافعية من هاتين الحاضرتين أثناء القرنين الثالث والرابع الهجريين (التاسع والعاشر الميلاديين) أنصارًا تزايد عددهم شيئًا فشيئا, ولو أن مركزهم تحرج أول الأمر فى بغداد لأنها كانت معقل أهل الرأى فأصبحت مكة والمدينة فى القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) معقلى الشافعية الأكبرين بعد مصر.
وما إن حلت خاتمة القرن الثالث الهجرى (بداية القرن العاشر الميلادى). حتى أخذوا ينازعون مكانة الأوزاعية فى الشام بنجاح. وغدا منصب قاضى دمشق وقفًا عليهم منذ أيام أبى زرعة فصاعدًا (٣٠٢ هـ = ٩١٥ م) واستأثروا فى عهد المقدسى بالقضاء فى الشام وكرمان وبخارى والجزء الأكبر من خراسان لا يشاركهم فيه مشارك. وكان لهم أيضًا سلطان كبير فى شمالى الجزيرة (آقور) وفى بلاد الديلم (كانت مصر قبيل ذلك قد اعتنقت مذهب الشيعة) وفى القرنين الخامس والسادس الهجريين (الحادى عشر والثانى عشر الميلاديين) كانوا يقتتلون فى الشوارع هم والحنابلة فى بغداد، وهم والحنفية فى إصفهان. على أنهم اجتذبوا أمراء الأسرة الغورية إلى صفوفهم Versp: Snouck. Hurgronje Geschr, جـ ٢، ص ٣٠٦). ثم عادوا