الآية ٢٥). وكان لفظ "السيد" أيضًا هو التسمية لرئيس القبيلة أو العشيرة (سورة الأحزاب، الآية ٦٧؛ سيرة ابن هشام ص ٢٩٥، س ١٧) الذى تستند سلطته بخاصة إلى الصفات الشخصية كالحلم والكرم والكلمة المسموعة (انظر عيون الأخبار لابن قتيبة جـ ١، ص ٢٢٣ وما بعدها؛ Altarab Beduinenleben: G.Jocob, الطبعة الثانية، برلين ١٨٩٧, ص ٢٢٣ وما بعدها؛ Le Berceau de L'Islam: Lammens، ص ٢٠٦، وما بعدها)، ولابد للسيد كذلك من صفات بدنية يتميز بها (ابن قتيبة، المصدر نفسه, Die Renaissance des Islam: Mez ص ١٤٤) والقرآن يمدح يحيى النبى [عليه السلام] بأنه سيد (سورة آل عمران، الآية ٣٩).
ويجوز أنه فى نفس الوقت تقريبا الذى صارت فيه كلمة "شريف" لقبا للعلويين والطالبيين صارت كلمة "سيد" لقبا لهم بصفة خاصة. وهذا لم يحدث فى الحقيقة دون استناد إلى أحاديث تصف الحسن والحسين وأبويهما بأنهم "سادة"، فيروى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال عن الحسن:"ابنى هذا السيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"(٣) (البخارى، كتاب الفتن، باب ٢٠، حديث رقم ٢؛ كتاب "فضائل الصحابة" باب ٢٢؛ الترمذى، مناقب الحسن والحسين، باب ٣٠) ويوصف الحسين فى حديث بأنه "سيد شباب أهل الجنة"(النبهانى ص ٦٤، س ١٧ وما بعده)، كما يوصف هو وأخوه بأنهما "سيدا شباب أهل الجنة"(الترمذى: المصدر نفسه؛ النسائى: خصائص أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب، القاهرة ١٣٠٨ هـ , ص ٢٤ و ٢٦)، هذا على حين أن أمهما فاطمة توصف فى الحديث يقول النبى عليه الصلاة والسلام بأنها "سيدة نساء أمتى" أو "سيدة نساء هذه الأمة" أو "سيدة نساء العالمين" أو "سيدة نساء أهل الجنة" (انظر طبقات ابن سعد، جـ ٨، ص ١٧ س ٧ وما بعده؛ البخارى "فضائل الصحابة"، باب ٢٩، النسائى، المصدر نفسه، ص ٢٣ وما بعدها؛ النبهانى ص ٥٤، س ٣ وما بعده). ويروى أن النبى عليه الصلاة والسلام سمى عليا بأنه "سيد