الأشراف فإن أصلها يرجع إلى ما أمر به السلطان الأشرف شعبان (٧٦٤ - ٧٧٨ هـ = ١٣٦٣ - ١٣٧٦ م) من أن يجعل السادة الأشراف فى عمائمهم شطفات خضرًا حتى يمتازوا عن غيرهم وتعظيما لقدرهم (بدائع الزهور لابن إياس، القاهرة ١٣١١ هـ, جـ ١, ص ٢٧٧؛ محاضرات الأوائل ومسامرات الأواخر لعلىِّ دده، بولاق ١٣٠٠ هـ، ص ٨٥, Diction desnoms des vetements chez les Arabes: Dozy, أمستردام ١٨٤٥, ص ٣٠٨؛ Mez: المصدر نفسه ص ٥٩). وهذا الأمر الذى أصدره السلطان شعبان عام ٧٧٣ هـ (١٣٧١ - ١٣٧٢ م) والذى خلّده شعراء ذلك العصر فى أبيات لهم يعيد إلى الذكرى ما أمر به المأمون فى رمضان (سنة ٢٠١ هـ = ٨١٧ م)، من إحلال اللون الأخضر شعارًا لبيته محل الأسود، وذلك عندما عين علىّ بن موسى الرضا من أبناء الحسن وليا للعهد (الطبرى جـ ٢، ص ١٠١٢ وما بعدها). ويقول محمد بن جعفر الكتانى الحسنى الذى كان يقطن دمشق فى رسالته المسماة "الدعامة من لمعرفة أحكام سنة العمامة"(دمشق ١٣٤٢ هـ، ص ٩٧ وما بعدها) إن أبناء علىّ وفاطمة احتفظوا منذ ذلك الحين باللون الأخضر، لكنهم اقتصروا على قطعة من القماش الأخضر توضع على العمامة. ثم إن هذا بطل بعد ذلك إلى أن أمر به السلطان شعبان من جديد. وقد جاء فى كتاب درر الأصداف الذى استشهد به الكتانى أن لبس عمامة خضراء كلها يرجع إلى ما أمر به باشا مصر السيد محمد الشريف فى سنة ١٠٠٤ هـ (١٥٩٦ م؛ انظر الاسحاقى: أخبار الأول فيمن تصرف فى مصر من أرباب الدول، القاهرة ١٣١١, ص ١٦٤ من أسفل): فقد أمر الباشا فى أثناء طواف الكسوة بأن يسير الأشراف أمامه وعلى رأس كل منهم عمامة خضراء. ويلاحظ السيوطى أن لبس هذا الشعار بدعة مباحة لا يجوز منع أحد من اتباعها شريفا كان أو غير شريف، ولا يجوز إلزام أحد بها إذا كان لا يريد أن يتبعها، لأنها ليست مأخوذة من الشرع. وأقصى ما يمكن أن يقال هو أن هذا الشعار قد استحدث لتمييز الأشراف عن غيرهم، وعلى هذا يجوز قصره على