للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] إلى المدينة وتوفى بها سنة ٤٢ هـ (٦٦٢ - ٦٦٣ م) أو قتل يوم إجنادين سنة ١٣ هـ ٦٣٤ م ولم يذكره أحد بعد، ويحتاط الكتَّاب فيجعلون النبى عليه الصلاة والسلام يقول: إنه ردّ السدانة إلى عثمان وشيبة وبنى طلحة (أبو المحاسن، جـ ١، ص ١٣٨، النووى، ص ٤٠٧؛ أسد الغابة، جـ ٣، ص ٣٧٢؛ Chroniken، جـ ١، ص ١٨٤).

على أن المحاولة التى بذلت لجعل شيبة بن عثمان بن أبى طلحة ابن عم عثمان الشقيق من شهود فتح مكة ليست محاولة موفقة. ذلك أن شيبة لم يكن قد أسلم وقتذاك، ولو أن بعض الكتاب المتأخرين حاولوا فى تردد أن يقولوا: إنه قد أسلم وقت فتح مكة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من القصة التى نمت حول إسلام شيبة يوم حنين بعد ذلك بشهر. فقد راح شيبة يبحث عن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] لينتقم لأبيه الذى كان قد قتله حمزة يوم أحد، ولكن نورا انبعث من النبى عليه الصلاة والسلام فخانت شيبة شجاعته، ووضع النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] يده على صدره فأذهب عنه الشيطان. وأسلم شيبة (اليعقوبى، جـ ٢، ص ٦٤؛ ابن هشام، ص ٨٤٥؛ ابن سعد، جـ ٥، ص ٣٣١؛ الطبرى: التاريخ، جـ ١، ص ١٦٦١, ٣؛ أسد الغابة، جـ ٣، ص ٧؛ Chroniken، جـ ٢، ص ٤٦ وما بعدها) ثم أصبح شيبة سادن الكعبة من غير أن يعلم الكُتاب السبب فى ذلك، وهبّ، أفراد أسرته جميعا إلى مساعدته: أخوه وهب بن عثمان، وأبناء عثمان بن طلحة، وأبناء مسافع بن طلحة بن أبى طلحة الذى قتل يوم أحد، ويختم الأرزقى روايته Chroniken, جـ ١، ص ٦٧) قائلًا: "فولد أبى طلحة جميعا يحجبون" (Chroniken, جـ ١، ص ٦٧). ولكن المحدثين جميعا يقولون إن شيبة هو زعيمهم، وكان هو صاحب السلطة فى هدم كل البيوت المشرفة على الكعبة (Chroniken, جـ ٣، ص ١٥) وهو الذى اصطدم بمعاوية بخصوص بيع بيت، وهو أيضا الذى أراد فى الحجة الثانية لهذا الخليفة ألا يعكر صفوه أحد، فبعث بحفيده شيبة ابن جابر ليفتح باب الكعبة (Chroniken، جـ ١، ص ٨٩) ثم لقد كان هو الذى