فأبت أن تسلمه إليه. واضطر عثمان إلى تهديدها بأنه سوف يقتل نفسه أمام عينيها. وفى رواية أخرى (Chroniken جـ ١/ ١٨٥) أنها سمعت فى فناء البيت صوتى أبى بكر وعمر يتوعدانها قبل أن تحزم رأيها على تسليمه (ابن خلدون: العبر، جـ ٢، ص ٤٤). ولكن رواية ثالثة لا تزعم أن عثمان أسلم فى العام الثامن للهجرة، تظهره قائما على شرفة الكعبة ممسكا بالمفتاح يصيح فى النبى عليه الصلاة والسلام:"لو علمت أنه رسول اللَّه لم أمنعه". ولكن عليا تسلق الشرفة ومد يده وأخذ المفتاح وفتح الباب بنفسه. وفى هذه الرواية يبين التشيع للعلويين (الرازى: مفاتيح، جـ ٢، ص ٤٦٠؛ القلقشندى: صبح الأعشى، جـ ٤، ص ٢٦٤).
والحديث الشائع أن النبى عليه الصلاة والسلام، وفى حوزته المفتاح، قد فتح باب الكعبة ودخلها هو وعثمان وبلال وأسامة، وصلى ركعتين فى البقعة التى تعد اليوم أرضا حراما، ثم خرج حاملا المفتاح فى يده. وفى هذه النقطة تختلف الأحاديث مرة أخرى فى التفصيلات، ولكنها تنتهى برد المفتاح لعثمان. ففى رواية: أن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، إما مدفوعا بنفسه أو برجاء العباس أو علىّ، قد مال على قوائم باب الكعبة، وقال قولا ختمه كما يلى:"إن كل مأثرة كانت فى الجاهلية ودم ودعوى. وقال مرة: ودم ومال تحت قدمى هاتين إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت فإنى أمضيهما لأهلهما على ما كانت"، فجعل السقاية للعباس وردّ المفتاح لعثمان. وفى رواية أخرى أن النبى عليه الصلاة والسلام خرج من الكعبة وهو يتلو الآية ٦١ من سورة النساء التى يذهب رأى، يقول الطبرى:(التفسير: جـ ٥، ص ٨٦) إنه لم يقبله إلا على اعتبار أنه جائز، إلى أنها نزلت فى هذه اللحظة بمناسبة السدانة والسقاية (ياقوت: المعجم، جـ ٤، ص ٦٢٥، الرازى، مفاتيح الغيب، جـ ٢، ص ٤٦٠؛ Chroniken، جـ ١، ص ١٨٦).
ولكن عثمان الذى وكل إليه السدانة والمفتاح لم يمارس حقوقه وتبع