إلا إليهم. على أن إسحاق بن سلمة الذى وكلت إليه هذه الأعمال أقبل فى صحبة الحجبة الشيبانيين والعامل وناس من أهل مكة من صلحائهم من القرشيين وصاحب البريد عندما جاء ليقوم بتحرياته الأولى فى هذا الأمر، وكان صاحب البريد فى الحق هو عين الخليفة الذى يخشاه، الناس (Chron.d.Stadt Mekka، جـ ١، ص ٢١٠/ ٢١١).
وقد خص بنو شيبة بهذه الميزة منذ عهد جد قديم. ويثبت ذلك مؤرخو القرن التاسع الميلادى ابن هشام، وابن سعد، واليعقوبى، وجامعو الحديث، ولكنهم يحشدون الأدلة على شرعية ذلك على نحو يحمل المرء على الظن بأن هذه الأدلة حديثة تفتح الباب للجدل.
وفى الحديث أن قصى جد قريش قد احتفظ بحجابة الكعبة لعبد الدار وأعقابه، وكانت حجابة الكعبة عندما فتحت مكة فى يد عثمان بن طلحة بن أبى طلحة عبد اللَّه بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار (الطبرى، جـ ٣، ص ٢٧٨، أسد الغابة، جـ ٣، ص ٧، ٣٧٢ وما بعدها). على أن ابن سعد (الطبقات، جـ ٥، ص ٢٣١) يذكر رواية أخرى تلقى شكوكا على القرابة القريبة التى تربط عثمان بشيبة، فى حين أن شجرة النسب التى ذكرها الزعيم لابن جبير (ص ٨١) تدخل فى هذه الشجرة جدا يدعى شيبة لا علم للمصادر الأخرى به.
ومن التوفيقات السعيدة أن عثمان أسلم يوم الحديبية هو وغيره من وجوه مكة، مع أن عدة أفراد من أسرته هلكوا يوم أحد وهم يقاتلون فى صفوف قريش (الطبرى، جـ ١، ص ١٦٠٤، الأغانى، جـ ١٥، ص ١١؛ ابن سعد، جـ ٥، ص ٣٣١ وما بعدها). وقد صحب عثمان النبى عليه الصلاة والسلام إلى الكعبة يوم فتح مكة، وطلب النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] منه مفتاحها. وتقول المصادر بصفة عامة أن عثمان سلمه إليه، ولكن ثمة رواية واحدة (العينى: العمدة، جـ ٤، ص ٦٠٩؛ Chroniken, جـ ١، ص ١٨٧) تقول إن عثمان، وهو حديث عهد بالإسلام، لم يجد بدا من أن يطلب المفتاح من أمه، وكانت مشركة،