شمس الدين الجوينى هو وزير المستعصم، انظر أيضًا Sarton، كتابه المذكور). وأقيم الموسيقار المشهور صفى الدين رئيسا لديوان الإنشاء ببغداد بفضل نفوذ الوزير شمس الدين الجوينى، وعلاء الدين الجوينى مؤلف كتاب "تاريخ جهان كشا". وفى سنة ١٢٦٥ م صحب صفى بهاء الدين محمد إلى إصفهان عندما أقيم بهاء الدين واليًا على إقليم العراق العجمى. وخمل شأنه بعد وفاة راعيه سنة ١٢٧٩, وسقوط أسرة الجوينى خاصة (١٢٨٤ وما بعدها). وحل به آخر الأمر الفقر المدقع، وزج به فى السجن لقاء دين مقداره ثلثمائة دينار، وهو ذلك الموسيقار العظيم الذى اشتهر بمجالس لهوه، وكان ينفق فى أيام عزه أربعة آلاف دينار على فاكهته وطيبه وأصدقائه.
وقد كتب صفى الدين علاوة على الرسالة الشرفية كتابًا آخر فى الموسيقى هو "كتاب الأدوار"، وكتابا ثالثا فى العروض اسمه "فى علوم العروض والقوافى والبديع"، وهذا الكتاب الذى هو جدير بالتحقيق والترجمة محفوظ فى مكتبة بودليانا (Dictionary of Music: Grove، الطبقة الثالثة، جـ ٤، ص ٤٩٨، ويصفه كروف خطأ بأنه يتناول الإيقاع وهو خطأ الراجح أن السبب فيه هو العنوان اللاتينى الذى سمى به فى فهرس هذه المكتبة [Bibl. Bodleianae cod. manuscr. orietn Catalogus، جـ ٢، ٢٤٧]، وقد أخطأ كروف أيضًا فى زعمه بأن الرسالة الشرفية:"مأخوذة من رسالة الفارابى وأنها بسطت هذه الرسالة وحسنتها"؛ والحقيقة تخالف ذلك، لأن الرسالة الشرفية عمل مبتكر جدا يتحدى صاحبها فى عدة أمور أقوال الفارابى). وتوجد رسالتا صفى الدين الموسيقيتان مخطوطتين فى كثير من المكتبات، وخاصة مكتبة بودليانا (انظر Arabic Musical MSS in the Bodleian Libraoy: Faimer حيث وصفت محتوياتهما)، والمتحف البريطانى (القسم الشرقى ٢٣٦١؛ القسم الشرقى ١٣٦)، وبرلين (Ahlwaradt ٥٥٠٦)، وباريس (De Slane ٢٤٧٩)، وفينا (Flugel ١٥١٥، ١٥١٦) والقاهرة (الفنون الجميلة ٨، ٣٤٩، ٤٢٨، ٥٠٧،