(صلى) يشير إلى اشتقاقه من الاسم "صلاة" بمعنى "أداء الصلاة". ويتبين مبلغ الارتباط الوثيق بين الصلاة وتلاوة القرآن حتى فى العهد المكى من أن الآية ٧٨ من سورة الإسراء تطلق على صلاة الصبح: قرآن الفجر، ونجد من ناحية أخرى أن تلاوة القرآن فى ذاتها تكون مصحوبة بالسجود (سورة الانشقاق، الآية ٢١).
والحمد والتسبيح جزء هام من الصلاة كما يتضح من الآيات القرآنية، مثل سورة طه، الآية ١٣٠؛ وسورة النور، الآية ٤١ حيث يذكر (التحميد) و (التسبيح) مرتبطين أوثق ارتباط بالصلاة.
ومن ذكر (الصلاة) وفعل (صلى) فى أقدم السور مثل (سورة القيامة، الآية ٣١؛ سورة المعارج الآية ٢٢؛ سورة الماعون الآيتان ٤، ٥ سورة المدثر الآية؛ ٧٣ سورة الكوثر الآية ٢) يمكن أن يلاحظ فوق ذلك أننا نستطيع أن نؤكد أن هذه الشعيرة كانت ملازمة للإسلام منذ أقدم العصور، (انظر Annali, intoduzione الفصل ٢١٩، التعليق، وهو يتفق فى بعضها مع آراء كريمه Grimme المشابهة لذلك) وحسبما ورد فى سورة الإسراء، الآية ١١٠، فقد أوصى اللَّه محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بألا يجهر بصلاته أو يخافت بها ويبتغى بين ذلك سبيلا، الأمر الذى فسره الحديث -وهو لاشك تفسير صحيح- بأنه يقصد غير المؤمنين من قومه الذين تحرشوا به لجهره بصلاته. ويتفق هذا مع الحقيقة التالية، وهى أن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى الفترة التى أوصى فيها دائمًا بأن ينهج منهج الأنبياء الأولين ويأتسى بصبرهم، كان يذكّر مرارًا وتكرارًا بأن هؤلاء كانوا يدعون قومهم إلى الاستمساك بالصلاة (مثل سورة الأنبياء، الآية ٧٣؛ سورة مريم، الآية ٣١؛ سورة إبراهيم، الآية ٤٠؛ سورة مريم الآية ٥٥؛ سورة طه الآية ١٣٢).
وتذكر الصلاة فى القرآن فى كثير جدًا من المواضع مقرونة بالزكاة، وبيّن أنهما يعدان مظهرين من مظاهر التقوى التى يحبها اللَّه (سورة البقرة، الآيات ٨٣، ١١٠، ١٧٧، ٢٧٧؛ سورة النساء، الآية ٧٧، ١٦٢؛ سورة المائدة، الآيتان