١٢، ٥٥) وفى سورة البقرة، الآيتين ٤٥ و ١٥٣ ويحض اللَّه المؤمنين على أن يستعينوا بالصلاة والصبر، وقد فُسر الصبر هنا بأنه الصوم. والصلاة تعبير عن الخشوع (سورة المؤمنون، الآية ٢) الذى يعد هو أنسب موقف يقفه الإنسان تجاه المعبود، والمحافظة على الصلاة أمر يوصى به مرارا وتكرارا (سورة الأنعام، الآية ٩٢؛ سورة المؤمنون، الآية ٩؛ سورة المعارج، الآية ٢٣).
وقد أُنذر الساهون عن الصلاة (سورة الماعون، الآية ٥)؛ وفى سورة النساء، الآية ١٠٣ وجه إنذار مشابه لذلك مبررًا ذلك بالقول:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}. وقد نعى على المنافقين أنهم يقيمون الصلاة كسالى مراءاة للناس فحسب (سورة النساء، الآية ١٤٢) وتحديد شرب الخمر ثم تحريمها من بعد يعزى فى الأصل إلى أن إدمانها كان يبلبل أداء الصلاة على وجهها (سورة النساء، الآية ٤٣).
ونحن نستطيع أن نذهب، كما سبق أن أشرنا، إلى أن السمات الجوهرية للصلاة فى عهدها المتأخر كانت موجودة من أول الأمر، وقد ذكر الوضوء قبل الصلاة فى سورة المائدة، الآية ٦، كما ذكر النداء للصلاة فى سورة المائدة، الآية ٥٨، كما ذكر النداء لصلاة يوم الجمعة فى سورة الجمعة، الآية ٩. وهناك صلاة خاصة تقام عند الخطر الداهم وقد ذكرت فى سورة النساء، الآيات من ١٠١ - ١٠٣ (انظر ما يلى فى الكلام عن صلاة الخوف). وتختم هذه الصلاة بالصلاة على النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] والتسليم؛ لما جاء فى سورة الأحزاب، الآية ٥٦؛ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقد ذكرت صلاة الجمعة فى سورة الجمعة، الآية ٩:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
ومن المفهوم أن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى هذه الظروف كان يهتم اهتماما كبيرا