١١٩٧) يحاصرون تبنين. على أنهم حين سمعوا باقتراب الملك العادل ارتدوا عنها دون أن يفوزوا بطائل. وفى شهر شعبان سنة ٥٩٧ (مايو - يونية سنة ١٢٠١) نزل بصور زلزال وفى سنة ٦٠٠ هـ (١٢٠٣ - ١٢٠٤ م) أصابها زلزال آخر انهارت على أثره أسوارها القديمة؛ وقضى الصلح الذى عقد بين فردريك الثانى والملك الكامل صاحب مصر (١٢٩٩ م) بأن تظل صور هى وعدد من مدن الساحل الشآمى فى يد النصارى علاوة على بيت المقدس. وفى السنوات التالية ازدادت قوة الفرنجة ضعفًا من جراء الصراع المتصل الذى نشب بين مدن الساحل والأسطولين البندقى والجنوى.
وفى مايو سنة ١٢٦٦ م، وفى سنة ١٢٦٩, شن الملك القوى بيبرس حملتين على صور، ويقال إن السبب فى قيامه بالحملة الثانية هو الثأر لمقتل تاجر اغتيل فى صور وقدمت إليه أم التاجر ظلامتها فى بلدة خربة اللصوص.
على أن بيبرس عقد مع أمير صور سنة ٦٦٩ هـ (١٢٧٠ - ١٢٧١ م) اتفاقًا قضى بأن يعطى هذا الأمير عشر نواح من أرض صور، وأن يختار الخليفة خمس نواح، وأن تخضع النواحى الباقية الحاكم مشترك. وقد دفعت مرغريت صاحبة صور ثمن صلح عقدته مع قلاوون تعهدت بمقتضاه فى أغسطس سنة ١٢٨٥ بأن تؤدى له نصف خراج المدينة وألا ترمم حصونها أبدًا, فلما سقطت عكا سنة ١٢٩١ لم تستطع صور وغيرها من المدن القليلة الباقية فى أيدى الفرنجة أن تصمد. ذلك أن خليلا بعد أن استولى على صور أخذ يذبح سكانها أو يبيعهم فى سوق العبيد كما دمر المدينة نفسها.
وقد كانت المدينة لا تزال خرابا يبابا فى عهد أبى الفدا (١٣٢١ م) والقلقشندى (حوالى سنة ١٤٠٠ م) وخليل الظاهرى (حوالى ١٤٥٠ م). ولم يجد فيه ابن بطوطة (١٣٥٥ م) إلا آثارا قليلة من أسوار مرفئها القديم، ومن ثم ظلت المدينة موضعًا تافه الشأن. ولم يستطع فخر الدين أمير الدروز (١٥٩٥ - ١٦٣٤ م) أن يصلح من شأنها، وكذلك عجز الشيخ ظاهر العمر صاحب عكا