بلاد العرب بصفة عامة، بفترة ساد فيها نفود الفرس؛ ومما له شأن فيما حدث فى تاريخ لاحق لذلك محاولة قام بها الفرس لغزوها سنة ٦٦٤ هـ (١٢٦٥ م). حين فتح الأمير محمود بن أحمد الكوسى، أمير هرمز، ظفار ونهبها، وسرعان ما تشاجر بعد ذلك سليم بن إدريس حاكم ظفار مع المظفر الحاكم الثانى للأسرة المظفرية، وقد أنزل جيش اليمن الهزيمة بجيش المظفر سنة ٦٧٨ هـ (١٧٢٧ م) واستسلمت ظفار (Kay، المصدر المذكور، ص ٣١١، عن ابن خلدون، ص ١٣٢)؛ وفى زمن بطوطة كانت ظفار مستقلة برأسها عن اليمن.
وكان ماركو بولو، معاصر أبى الفداء، قد سمع عن ظفار بوصفها من أهم موارد اللبان؛ ويفرق نيبور بحق (Beschreibung: Niebuhr، ص ٢٢٦ و ٢٦٣) بين المدينتين اللتين تحملان الاسم نفسه. ولكنه لم يستطع أن يعرف شيئًا عن المدينة الأخرى، اللهم إلا أنه كانت تقوم "على الساحل الجنوبى الشرقى لبلاد العرب مدينة ومرفأ" ظفار، وكذلك يذكر بيانات مماثلة (ص ٢٨٦) حيث يشير إلى تصدير اللبان (ص ١٤٣ وما بعدها عن زراعة اللبان)؛ أما أول ما بلغنا من التفصيلات التى تتسم بدقة أكثر من ذلك عن هذه المنطقة فى الأزمان الحديثة فهى المعلومات التى زودتنا بها لجنة مسح الشواطى الإنجليزية؛ وقد جاء ولستد J. R. Wellsted إلى هناك أول ما جاء سنة ١٨٣٣، وهو يصف مرباط والساحل الذى يمتد غربها (Travels in Arabia)، لندن جـ ٢، ص ٤٥٣ وما بعدها؛ Travels to the City of the Coliphs؛ ولندن ١٨٤٠، جـ ٢، ص ١٢٩ وما بعدها)، وقد ذهب كرتندن C.J.Cruttenden سنة ١٨٣٧ برًا من مرباط إلى دهاريز، قصبة إقليم ظفار الساحلى (انظر Journal of an Excursion from Morebat to Dyreez, in Proceed. of Bombay Geogr. Soc. Transactions , . . [١٨٤٤، ص ١٨٤ وما بعدها] وقد حقق ما أكده له فرسنل Fresnel نقلا عن مبلغه فى جدة وعن هاينز Haines بأنه لم تعد فى زمانه مدينة اسمها ظفار، بل إن الإقليم