وحتى بداية القرن الحادى عشر الهجرى (القرن السابع عشر الميلادى) وظهور خطر المغول وتهديدهم من ناحية الشمال، حفل تاريخ بيجابور السياسى بالقتال المتصل بين العادلشاهية والدوبلات الإسلامية المجاورة لهم: الدكن، وبيدار، وكلكنده، وبينهم وبين إمبراطورية فيجاينكر الهندوسية ومع ذلك فقد حدث سنة ٩٧٢ هـ (١٥٦٤ م) أن اجتمعت الإمارات الإسلامية الأربع على فيجاينكر وألحقت بجيوشها عند تاليقوط هزيمة منكرة ونهبت قصبتها وبلغت بيجايور عز سلطانها وأوج رخائها فى عهد إبراهيم الثانى، ولو أنها لم تبرأ قط من المشاغبات التى نشبت بين أشرافها.
وغابت بيجايور عن التفات المغول المباشر حتى عهد شاه جهان ساعية بيقين إلى انتزاع أملاك من مملكة أحمد نكر التى كانت تتهاوى تحت ضربات المغول. وتقاتلت بيجايور مع أحمد نكر، فغزا المغول بيجايور سنة ١٠٤٦ هـ. (١٦٣٦ م) ودانت بالولاء لهم. وظلت هذه المملكة تنعم بالسلام فى العشرين السنة التالية فلما توفى محمد عادل شاه سنة ١٠٦٨ هـ (١٦٥٦ م)، اعترض شاه جهان على أن يخلفه على عادل شاه الثانى، وأثار حقه فى الولاية على المملكة، وأمر أورنكزيب بغزوها. على أن الغزو توقف لما جاءت الأخبار بمرض شاه جهان، وبقيت المملكة إلى حين فحسب، لتواجه خطرا آخر أحدق بها على يد شيخ المراطها سيواجى الذى قضى على جيش لبيجايور كما قضى على قائده أفضل خان بإيقاعهما فى كمين سنة ١٠٦٩ - ١٠٧٠ هـ (١٦٥٩ م). ومن ذلك الحين لم تكن بيجايور تنجو من تخريب المراطها إلا فى النادر ولما تولى أمرها الأمير القاصر سكندر عادل شاه، أخذ المغول والمراطها يجردونها شيئًا فشيئًا من ولاياتها حتى سقطت القصبة نفسها، بعد حصار دام نيفًا وعامًا، فى يد أورنكزيب سنة ١٠٩٧ هـ (١٧٨٦ م)، ودخلت بقايا المملكة فى غمار إمبراطورية المغول. وتوفى سكندر فى الأسر سنة ١١١١ هـ (١٧٠٠ م).