حليفها جوزيف الثانى. وهكذا فإنه على الرغم من رغبة السلطان فى السلام، إلا أنه كلف وزيره الأعظم خوجه يوسف باشا (١٧٨٧ م) أن يعلن الحرب على روسيا والنمسا معًا وذلك حين رفض العدو الروسى التماس السلطان بعودة القرم إليه، مما ترتب عليه انضمام السويد إلى جانب تركيا فيما أقدمت عليه، ثم تلى ذلك قيام الأسطول التركى بمهاجمة مدينة كيلبورن هجومًا أسْفر عن فشله فقام الروس بمحاصرة قلعة "أوجاكوف".
واستطاعت الجيوش النمساوية أن تنزل الهزيمة بالعثمانيين مرتين متتاليتين وفشل الأسطول التركى فى محاولته إنقاذ قلعة "أوجاكوف" ثم سقطت بعد مقاومة طويلة وقتل أهلها جميعًا بحد السيف. أما السلطان عبد الحميد فقد تدهورت صحته تدهورًا كبيرًا بسبب متاعب الحرب وأهوالها، فلما علم بهذه الأنباء مات بأزمة قلبية يوم ١١ رجب ١٢٠٣ هـ (١٧ أبريل ١٧٨٩ م). وعلى الرغم من أن السلطان عبد الحميد الأول الذى ارتقى العرش فى سن متأخرة كان قد قضى معظم أيامه السابقة فى مكان منعزل بالقصر إلا أنه كان على جانب كبير من الحماسة والإنسانية وكان نزَّاعًا للخير، كما منح كبار وزرائه سلطات واسعة وتركهم أحرارًا فى تسيير دفة الأمور، كذلك حاول تدعيم الحكومة المركزية ضد القوى الثائرة الموجودة فى داخل دولته، ومثال ذلك أنه أرسل حملة تأديبية بقيادة "حسن باشا الجزائرلى" لتأديب "ظاهر العمر" الذى كان نفوذه قد تضخم فى سورية، وكذلك ضد البكوات المماليك المتمردين فى مصر، كما يلاحظ أنه اتبع سياسة خاصة نحو القوقاز بمحاولته تحضير القبائل القوقازية وربطها بتركيا، فما كان من روسيا إلا أن نهجت نهجا يخالف سياسته هذه إذ أخذت فى معاونة أهل جورجيا للتمرد على تركيا.
كان أهم وزراء عبد الحميد الأول الكبار الوزير خليل حامد باشا الذى كان مساعدًا للحركات الإصلاحية حتى إنه من أجل هذه الغاية حاول الإطاحة بالسلطان السابق وأن يولى مكانه