للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بإدارتهم هناك ثم سقطت البصرة فى العام التالى فى أيدى الفرس غير أنهم اضطروا للجلاء عنها وإخلائها من جنودهم نتيجة الاضطرابات الداخلية فى فارس؛ فعاد إلى احتلالها المملوك "سليمان أغا" الذى أنعم عليه بعدئذ (١١٨٠ هـ) ببشاليك العراق الثلاثة.

لقد أثبتت اتفاقية "قينارجه" أنها لا تعدو أن تكون هدنة بين تركيا روسيا، إذ تابعت الأمبراطورة كاترين الثانية هدفها لضم القرم إلى روسيا فى الوقت الذى كان يسعى فيه الباب العالى لاسترجاع هذه الولاية إلى وضعها السابق للاتفاقية، مما أدى لأن تصبح القرم منطقة شد وجذب بين الطرفين يتنازعانها فيما بينهما وأخذت روسيا تتدخل فى القرم بحجج مختلفة، وقد زاد من حدة النزاع بين الجانبين البنود المتعلقة بالمضايق المائية ووضع المسيحيين الأرثوذكس الموجودين فى تركيا، ولقد جاءت لحظات كان شبح الحرب يحوم فيها فوق الروس بسبب مشكلة القرم والنصوص المتعلقة بها فى اتفاقية قينارجه. فقد عقد مؤتمر لتفسير وتأكيد هذه النصوص وساهمت فى هذا المؤتمر فرنسا كوسيط وعُقد هذا الاتفاق فى إستانبول يوم العاشر من مارس ١٧٧٩ م.

ومع ذلك فإن كاترين الثانية عقدت حلفًا ضد تركيا مع جوزيف الثانى الذى كان قد تولّى عرش النمسا، خلفًا للامبراطورة مارية تيريزا، وأذكت كاترين الفتنة فى القرم ضد "الخان شاهين جراى" ثم استغلت هذه الفتنة فأرسلت جيشًا إلى القرم وضمتها إليها مما أحدث جرحًا عميقًا ومميتًا فى نفس السلطان عبد الحميد الأول الذى كان يدرك مدى ضعف دولته، إلّا أنه لم يكن يتصور أنه قادر على منع نفسه عن القتال، وأخذت القيصرة كاترين فى رسم خطط استهدفت من ورائها إقامة دولة يونانية حتى تضع على رأسها حفيدها "قسطنطين بفلوفيتش" وحينذاك وجد الباب العالى نفسه غير قادر على أن يقف أمام هذه الأحداث مكتوف الأيدى، ولا أن يكون بمعزل عن مواجهة المؤامرات التى تحيكها الامبراطورة والتى يساعدها فيها