تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الآية الثانية بعد المائة). فأخذ حبلا ومدية وانطلق به إلى الجبل. وقال إسحاق يا أبت اشدد رباطى حتى لا أضطرب، واكفف عنى ثيابك حتى لا ينتضح عليها دمى وتراه أمى فتحزن، ولا تنظر إلى وجهى وأنت تذبحنى حتى لا تدركك رقة (الكسائى والثعلبى المذكوران، وهما يتفقان فى روايتهما مع النسخة المحررة من التكوين، ٥٦؛ انظر أيضا سفر هياشار، ووييرا وبرقى لربّا إليعزر، ٣٣). يا أبت عوضك الله عنى خيرًا. وإن رأيت أن ترد قميصى إلى أمى فافعل عسى أن يكون أسلى لها عنى. ولا تنظر إلى أولاد من سنى حتى لا تحزن. ووضع إبراهيم السكين على قفاه ولكنها انقلبت ثلاث مرات. ونودى إبراهيم:{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}(الآية الخامسة بعد المائة من سورة الصافات). ورأى إبراهيم كبشًا، قيل إنه الكبش الذى قربه هابيل وذبحه قربانا إلى الله (أبوث، ٥، يرقى لربّا إليعزر، ٣٢؛ والكسائى). وشاع بين الناس أن إسحاق كان لقيطا تبناه إبراهيم، فخلق الله إسحاق على شكل ابراهيم حتى كان كل منهما يشبه الآخر تمام الشبه، ولكن إبراهيم كان أشيب (بابا، ٨٧؛ النسخة المحررة من سفر التكوين، ٥٢؛ الكسائى ص ١٥٢).
ولما كان القرآن لا يصرح باسم الذبيح فى الآيات التى ذكرناها فقد نسب كثير من علماء المسلمين قصة الذبح إلى إسماعيل (الزمخشرى والبيضاوى: الطبرى جـ ١، ص ٢٩١؛ ابن الأثير، جـ ١، ص ٨٨؛ الثعلبى ص ٥٥ - ٥٦؛ الكسائى ص ١٥٠). ولكن يمكن أن يقال -كما يقرر الثعلبى- إن الصحابة والتابعين من عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار وكذلك أقدم الروايات لم تختلف عن رواية التوراة فى هذا الموضوع.
المصادر:
(١) الزمخشرى، جـ ١، ص ٢٤٤.
(٢) البيضاوى، جـ ١، ص ٢٣٣.
(٣) الثعلبى، قصص الأنبياء، طبعة القاهرة، سنة ١٣١٢ هـ، ص ٤٨ - ٦٠.