وربط المدينة بأسطورة لوط [عليه السلام] وبناته، وما يزال [أى ياقوت] يعتبرها إحدى المدن المزدهرة فى فلسطين وأنها "كانت قصبة أرض البلقاء"(معجم البلدان - جـ ٤ - ص ١٥١).
ولكن الدمشقى الذى كتب كتابه فى حوالى ٦٩٩ هـ/ ١٣٠٠ م أشار إلى أنها تتبع ولاية الكرك واقتصر على ذكر بعض خرائبها. ثم جاء أبو الفدا بعد ذلك بحوالى ٢٠ عاما فقال إنها مدينة موغلة فى القدم وقد خربت قبل الإسلام.
ومن العسير أن نتعرف على هذا السقوط المفاجئ الذى أصاب المدينة إذ لم تحدث قط أى كوارث طبيعية أو تاريخية حدثت خلال تلك الفترة.
وبعد ذلك لم يرد ذكر لهذه المدينة فى كتابات المؤرخين وعندما بدأ الرحالة الغربيون الأوائل فى زيارة شرق الأردن فى أوائل القرن التاسع عشر لم تكن عمان سوى قرية صغيرة جدًا.
وفى عام ١٢٩٥ هـ/ ١٨٧٨ م زوّدتها السلطات التركية بحامية شركسية. ومع ذلك بقيت المدينة لعدة سنوات عبارة عن بضعة منازل.
وقد بدأت الاكتشافات الحقيقية للمدينة وضواحيها على يد الميجور كوندر ومجموعته فى عام ١٨٨١ م حيث تم العثور على بقايا مسجد ذى منارة مربعة، وربما كان هو المسجد الذى ذكره المقدسى، وقد كان المسجد والمنارة موجودين عندما قام بتلر بمسح شامل ١٩٠٧ م ولكنه اعتبر السور الرئيسى من العصر الرومانى أو البيزنطى، وليس من المعروف على وجه التحديد الوقت الذى دمر فيه هذا السور، ولكن من المحتمل أن ذلك حدث عقب الحرب العالمية الأولى مباشرة.
وفى عام ١٣٤٠ هـ/ ١٩٢١ م جعلها عبد اللَّه بن الحسين عاصمة شرق الأردن وأخذت المدينة فى الازدهار منذ ذلك الحين، ثم بلغت أوج ازدهارها عقب الحرب العالمية الثانية مباشرة حيث تضاعف حجم المدينة بنسبة ٥٠ % على الأقل. وعمان الآن هى العاصمة والمركز الإدارى للمملكة على كلا جانبى الأردن وتضم القصر الملكى ومبانى البرلمان وكذلك مكاتب الوزارات المختلفة.