وغانية كانت أميرة مرابطية زوّجها سلطان الدولة المرابطية يوسف بن تاشفين لعلى بن يوسف الذى أنجب منها ولدين هما يحيى ومحمد، وقد حارب يحيى ضد "الفونسو" المعروف بالساقى ملك أرغونة وانتصر عليه، وكان يحكم مرسية وبلنسيته، ونجح فى الحفاظ على قرطبة ضد حملات الفونسو التى دامت ثلاثة عشر عاما، إلا أنه اضطر للاستسلام بعد أن أعاد الملك المسيحى الكرة.
كان الموحدون فى هذه اللحظة بالذات قد أرسوا على شواطئ أسبانيا (٥٤١/ ١٤٦ م). وكان يحيى بن غانية واحدًا من آخر المدافعين عن أملاك المرابطين، ومات فى غرناطة سنة ٥٤٣ هـ/ ١١٤٨ م، على بن يوسف قد نادى فى سنة ٥٢٠ هـ (١١٢٦ م) بمحمد أخى يحيى بن غانية واليًا على جزر البليار، فلما سقطت دولة المرابطين جاء الكثيرون من أفرادها للانضمام إليه فأعلن نفسه حاكما مستقلا وكان ذلك بداية عهد أسرة جديدة.
وقد انتقلت السلطة إلى يدي اسحق بن محمد (٥٦٠ هـ) فى أعقاب ثورة قام بها رجال القصر، وقد أثرت المملكة المرابطية الصغيرة بالقرصنة على حساب المسيحيين وامتلأت الجزر باللاجئين إليها والسجناء، ثم مات اسحق سنه ٥٧٩ هـ حملة من حملات القرصنة فخلعه أكبر أبنائه واسمه محمد ولكنه اضطر للخضوع لتهديدات أبى يعقوب الموحدى الذى أرغمه على الاعتراف بسلطانه عليه، ولما ثار أهل ميورقة أن ثورتهم إلى تقوية ساعد على أخى محمد، وقد اضطر على تحت إلحاح المرابطين الفارين المحيطين به للخروج لقتال الموحدين فى المغرب ونجح فيما خرج من أجله. وقد كسب على بن غانية مساعدة كثيرين من العرب الرجل من بنى هلال من رياح وأثبج وحذام، ثم زحف فاحتل الجزائر ومُزَاية كما احتل فى طريق عودته قلعة بنى حماد وحاصر قسطنطينة ولما علم خليفة الموحدين يعقوب المنصور بنجاح المرابطين بادر فأرسل كتيبة استردت المدن المسلوبة وطردت يحيى بن غانية وحينذاك اضطر على لرفع الحصار عن قسطنطينة وفرّ إلى الصحراء ومضى إلى جبال أوراس وبلغ بلاد الجريد