وهو الإيمان بما يجب الإيمان به، وإنما تختلف الشرائع أى الأحكام العملية (ى ١٣ س ٤٢ - الشورى مكية. يراجع تفسير الطبرى والكَشاف والرازى والبيضاوى، ى ٩٠ س ٦ - الأنعام مكية. يراجع الكشاف، ى ٤٨ س ٥ - المائدة مدنية. يراجع الطبرى ويراجع كتاب "مفتاح السعادة" الطبعة الأولى بمصر جـ ٢ ص ١٢٦، ١٢٧، وكتاب "حجة الله البالغة" جـ ١ ص ٦٨ - ٦٩).
ودين الله الواحد الذى لا يدخله النسخ ولا يختلف باختلاف الأنبياء هو فى عرف القرآن الكريم المسمى إسلاماً (ى ١٩ و ٢٠ س ٣ - آل عمران مدنية. يراجع الكَشاف، وى ٨٤ و ٨٥ س ٣ - آل عمران مدنية. يراجع الكشاف أيضا، ى ٣ س ٥ - المائدة مدنية) وهذه الآية الأخيرة نزلت يوم عرفة فى حجة الوداع، قالوا: ولم يعش النبى بعدها إلا ٨١ ليلة. وهى تدل على أن الدين الذى هو الإسلام هو التنصيص على قواعد العقائد والتوقيف على أصول الشرائع التى كملت فى القرآن الكريم. أما الأحكام العملية فهى تختلف باختلاف الأنبياء والأمم، وقد تتغير بتغير المظان، ولم يجمعها القرآن الكريم إلا إجمالا بتبيينه الأصول التى تستمد منها تلك الأحكام ولم تكن كملت عند نزول الآية (ويراجع تفسير البيضاوى لهذه الآية، والموافقات للشاطبى جـ ٣، ص ٦٢، جـ ٤، ص ١١٦، ١١٧).
وقد ثبت بما ذكرناه أن الدين فى عرف القرآن الكريم هو الإيمان بالأصول الدينية التى هى حقائق خالدة لا يدخلها النسخ ولا يختلف فيها الأنبياء، وأن الإسلام هو هذا الدين إذ لا دين غيره عند الله.
ثانيها: أن صيغة "إسلام" وردت فى القرآن الكريم مضافة وغير مضافة فى ثمانى آيات، ست منها مدنية وآيتان مكيتان، أما المكيتان فهما ى ١٢٥ س ٦ - الأنعام مكية وى س ٣٩ - الزمر. والآيتان صريحتان فى أن الإسلام فيهما هو الإيمان الخالص الذى موضعه الصدر أى القلب.
أما الآيات المدنية فهى ى ٧ س ٦١ - الصف. وتفسير "الإسلام" فى هذه الآية بالإيمان تدل عليه الآيات اللاحقة دلالة ظاهرة وى ٧٤ س ٩ - التوبة. والإسلام فى هذه الآية مذكور فى