عام ١٨٧٤ م تاركا نهائيا القلعة مقر الباشاوات الأتراك قبل ذلك. وحفرت الترعة الإسماعيلية بين النيل والخليج مرورا ببولاق والأزبكية ثم باب الحديد حتى تصل إلى غمرة (ردمت بعد ذلك بقليل عام ١٨٩٧ م). ويرجع تاريخ قصر القبة إلى عام ١٨٦٣. وفى عام ١٨٦٧ م شاهد الخديوى إسماعيل باريس التى نَظَّمَها المهندس هوسمان. وقد اختط هو كذلك أحياء جديدة منها حى الاسماعيلية جنوب الطريق المؤدى من الأزبكية إلى بولاق، وحيث شبكة الشوارع التى لم تَتَغَيَّر إلى الآن. وبمناسبة الاحتفالات المصاحبة لافتتاح قناة السويس سنة ١٨٦٩ م بنيت الأوبرا (التى دمرها حريق عام ١٩٧٢ م) بالقرب من الأزبكية، وأضيف مبنى إلى قصر الخديوى فى الجزيرة وهو المبنى الذى أصبح فيما بعد فندق عمر الخيام، وتَحَوَّل الموضع بين الجيزة والأهرام إلى طريق بديع. وفى عام ١٨٧١ - ٧٢ م عبر النيل كوبرى حديث (كوبرى قصر النيل) المعروف الآن بكوبرى التحرير والذى أعيد بناؤه فى عام ١٨٣١ م واستكمل بجسر آخر على فرع النيل الصغير أعيد بناؤه فى عام ١٩١٤ م. وفى عام ١٨٧٢ م فتح طريقان جديدان مزودان ببواكى هما: شارع كلوت بك من المحطة إلى الأزبكية، وشارع محمد على من العتبة الخضراء إلى القلعة.
وقد لعب اختراع وسائل المواصلات الحديثة دورا أساسيا فى نمو أحياء الضواحى المتطرفة، وأمكن إعمار أحياء مركزية نسبيا مثل التوفيقية (نسبة إلى الخديو توفيق ١٨٧٩ - ١٨٩٢ م) والفجالة الذى بدأ عام ١٨٨٠ م أو أحياء سكنية مثل جاردن سيتى الذى يرجع إلى عام ١٩٠٥ م وتكون هذه الأحياء بمعزل عن القطارات والترام. لكن لم تزدهر ضواح مثل الزيتون والمطرية إلا بعد إنشاء خط سكة حديد كوبرى الليمون - المطرية - المرج (١٨٨٩ - ١٨٩٠ م). وتكررت نفس الظاهرة مع الترام الذى دخل إلى المدينة عام ١٨٩٦ م وربط العتبة الخضراء بالعباسية (١٨٩٦ م) ثم بالفجالة