٧١٠ - ٧١٢ م، والرابعة الحملات التى أنفذها إلى وادى شحون من شاش ضد اسفيجاب وفرغانه فيما بين عامى ٩٤ - ٩٦ هـ/ ٧١٣ - ٧١٥ م.
وليس من شك فى أن مهارة قتيبة العسكرية وإقدامه ساعدا على إحراز ذلك النجاح، ويضاف إلى ذلك استعداده أيضًا لاستخدام الخديعة إذا ما دعت الحاجة إليها، وكذلك استغلاله للانقسامات المحلية بين أمراء طخارستان والصغد، وما بين المطالبين بعرش خوارزم من الخلافات.
وفى سنة ٨٦ هـ/ ٧٠٥ م تحرك قتيبة ضد أمراء أودية جيحون العليا وهى شومان وأخرون وصغانيان، كما قام أيضًا بإقناع طرخان نيزك حاكم الهياطلة الشماليين فى بادغس بالخضوع للعرب ومصاحبة قتيبة فى حملته القادمة ضد بخارى.
وكانت الحملات الموجهة ضد بيكند وبخارى فيما بين عامى ٨٧ - ٩٠ هـ/ ٧٠٦ - ٧٠٩ م من الحملات الطويلة والشاقة وأخيرًا تم اجتياح بخارى رغم المقاومة المحلية العنيفة التى كانت تساندها المساعدات التركية. وفرضت على المدينة ضريبة مقدارها ٢٠٠٠٠٠ درهمًا كما وضعت حامية عربية بها.
وقام قتيبة ببناء مسجد داخل القلعة وذلك فى سنة ٩٤ هـ/ ٧١٢ - ٧١٣ م كما كان يعطى نقودًا (قدرها درهمان) لكل من يحضر للصلاة (أى صلاة الجمعة) من السكان المحليين.
وقد انشغل كل من قتيبة وأخيه عبد الرحمن بن مسلم فى سنة ٩١ هـ/ ٧٠٩ - ٧١٠ م بإخماد التمرد الأخير لنيزك والذى كان يتواطأ معه فى السر "اليَبْغو" وهو اللقب الذى كان يطلق على الحاكم المحلى لصخارستان، ولما وقع نيزك فى الأسر قام قتيبة بقتله رغم أنه كان قد وعده بالأمان وقد أورد (الطبرى) شعرا للشاعر نهار بن توسعه يمدح فيه تصرف قتيبه ضد نيزك لأنه إنقاذ لمصلحة الإسلام مثلما فعل الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] مع يهود المدينة، كما نجد شعرًا آخر لثابت قطنه يحذر من تسمية الخديعة بالحركة الجريئة.