حتى ولو كان المطرزى هو وحده الذى تحدث عنه وليس هناك من سبب يدعونا حتى للظن بأنه فى الأصل قد يكون جزءًا من كتاب "الخراج". إن كتاب "جواهر الألفاظ" يضم قوائم لمترادفات وجمل من "السجع" لكى يستعين بها الخطباء وكتاب النثر الفنى، كما يضم مقدمة قصيرة عن الصور البلاغية فى الكلام.
(جـ) يهدف كتاب "نقد الشعر" إلى أن يكون مرشدًا للناقد الأدبى.
ويقول قدامة: إنه لم يكتب على الإطلاق كتاب ما يجعل فى مقدور الناس التمييز بين الجيد والردئ من الشعر فيما عدا المقال الذى كتبه ابن المعتز، والمقدمة التى كتبها ابن قتيبة لكتاب "الشعر والشعراء". وهو يعرّف الشعر بأنه "كلام موزون ومقفى يعبر عن معنى". وهذا التعريف فى حد ذاته لا يمكن استخدامه للتمييز بين الشعر الجيد والشعر الردئ ولكن من الممكن إقامة معايير يقاس بمقتضاها كل عنصر عن العناصر الأربعة المكونة للشعر والتى ينطوى عليها ضمنا هذا التعريف وهى "المعنى" و"اللفظ" و"الوزن" و"القافية" أو يقاس بمقتضاها الجمع بين هذه العناصر اثنين اثنين. (نلاحظ أن الوزن والقافية يعدان جزءًا من اللفظ وهما بحكم طبيعتها خاضعان للقياس). ويذكر قدامة قراءه أن التمييز بين جيد الشعر ورديئه لا يعتمد على الجودة الأخلاقية للموضوع ولا يعتمد على مدى اتساق الشاعر فى المشاعر التى يعبر عنها، بل يتعمد على مهارته فى استخدام العناصر الأربعة فرادى ومجتمعة.
فنجاح القصيدة يعتمد إذن على النسبة بين النعوت والعيوب خصوصًا فى علاقتها بهذه العناصر -ويضع قدامة قوائم بهذه النعوت والعيوب كل فى باب مستقل- ففى الباب الأول يبدأ بمناقشة العناصر الأربعة كل عنصر على حدة. ففى حديثه عن "المعنى" يعترف بأن هناك عددًا لا حد له من المعانى أى المفاهيم والأفكار التى ترد