أنحاء الخلافة العباسية التى يتحدث أهلها بالعربية (وربما صدق هذا أيضًا على خوزستان). وكان الأشاعرة بوجه عام على وفاق مع المذهب الشافعى فى الفقه (ولو أن مذهب الأشعرى الخاص فى الشريعة غير واضح)، على حين كان منافسوهم: الماتريدية، قد ثبتوا -أوكادوا- على الحنفية. وحوالى منتصف القرن الخامس الهجرى (الحادى عشر الميلادى) اضطهد الأشعرية على يد سلاطين بنى بويه الذين كانوا يميلون فى عقيدتهم إلى مجموع من أقوال المعتزلة والشيعة، وانقلبت الآية بقدوم السلاجقة، وتلقى الأشاعرة العون الرسمى -وخاصة من الوزير الكبير نظام الملك- ونظير ذلك بذلوا العون العقلى للخلافة على الفاطميين فى القاهرة. ومن وقتها حتى أوائل القرن الثامن الهجرى -فيما يحتمل- أصبحت الأشعرية تكاد تكون هى مذهب أهل السنة، وظلت حالها كذلك بوجه من الوجوه حتى الوقت الحالى. ولم يكن للردّة الحنبلية التى كان محورها ابن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨ هـ (١٣٢٧ م) إلا سلطان محدود. ومع ذلك فمن أيام الشيخ السنوسى المتوفى سنة ٨٩٥ هـ (١٤٩٠ م) تقريبًا لم يعد أئمة المتكلمين يعدون أنفسهم منتسبين إلى الأشعرية، إذ كانوا فى الواقع يتخذون ما يرون من أقوال المذاهب على الرغم من أنهم كانوا يبجلون الأشعرى وأعيان مذهبه ويعترفون بهم.
وأئمة الأشعريه هم: الباقلانى المتوفى سنة ٤٠٣ هـ (١٠١٣ م)، وابن فورَك (أبو بكر محمد بن الحسن) والمتوفى سنة ٤٠٦ هـ (١١٠٥ - ١٠١٦ م)، والإسفرايينى المتوفى سنة ٤١٨ هـ (١٠٢٧ - ١٠٢٨ م)، والبغدادى عبد القاهر بن طاهر المتوفى سنة ٤٢٩ هـ (١٠٣٧ - ١٠٣٨ م) والسُمْنانى المتوفى سنة ٤٤٤ هـ (١٠٥٢ م)، وإمام الحرمين الجوُيَنْى المتوفى سنة ٤٧٨ هـ (١٠٨٥ - ١٠٨٦ م)، والغزالى أبو حامد محمد المتوفى سنة ٥٠٥ هـ (١١١١ م)، ومحمد بن تومَرْت المتوفى حوالى سنة ٥٢٥ هـ (١٠٣٠ م) والشَهْرَسْتانى المتوفى سنة ٥٤٨ هـ (١١٥٣ م)، وفخر الدين الرازى المتوفى سنة ٦٠٦ هـ (١٢١٠ م)، والإيجى المتوفى سنة ٧٥٦ هـ (١٣٥٥ م)، والجُرجانى المتوفى سنة ٨١٦ هـ (١٤١٣ م).