وبالإضافة لهذه المصاحف الثلاثة (القراءات الثلاثة) التى ناقشنا اثنين منها بالتفصيل فيما يلى فقد قدم لنا الباحث المستشرق جفرى Jeffery فى كتابه مواد لدراسة النص القرآنى Materiats for the history of the text of the Quran بشكل مبدئى المصاحف المنسوبة إلى اثنى عشر صحابيا: للخليفة الثانى والخليفة الرابع (عمر وعلى) وثلاثة منها لزوجات النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]: حفصة بنت عمر وعائشة بنت أبى بكر وأم سلمة، وأربعة منها تختلف القراءة فيها عن القراءة التقليدية لأهل المدينة المنورة: زيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عباس وأنس ابن مالك وعبد اللَّه بن الزبير بالإضافة إلى ثلاثة أخرى لكل من: سالم مولى أبى حذيفة وعُبيد بن عمير، وابن عمرو ابن العاص. ويقال إن عليا بن أبى طالب ابن عم الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كان هو أول من جمع القرآن الكريم بعد وفاة الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] ويقال إنه رتب سوره ترتيبا زمنيا: السورة ٩٦ - العلق، السورة ٧٤ - المدثر، السورة ٨٦ - القلم، السورة ٧٣ - المزمل. . إلخ وقد أحرق نسخته (مصحفه) بعد ظهور نسخة عثمان المعتمدة. أما عبد اللَّه بن عباس وهو أيضًا ابن عم الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-](توفى حوالى ٦٨ هـ/ ٦٨٨ م) فكان فقيها يلقب بحبر الأمة وقد لازم النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وروى عنه الأحاديث الصحيحة -فيقال إنه أضاف لمصحفه السورتين الزائدتين فى مصحف أُبى ويقال إن عددًا من العلماء الذين أتوا بعده أخذوا بطريقته فى القراءة. أما سالم بن معقب (توفى ١٢ هـ/ ٦٣٣٦ م) ويسمى أحيانا سالم ابن معقل فقد كان أحد الحفاظ الذين قُتلوا فى معارك اليمامة وكان أحد أربعة أوصى الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بأن يعلموا أصحابه القرآن. أما عبيد بن عمير (توفى ٧٤ هـ/ ٦٩٣ م) فكان من الحفاظ الأوائل فى مكة المكرمة وربما كان مصحفه (قراءته) أساسا لتقاليد القراءة المكية التى يبدو أنها لم
(١) كل هذه روايات غير موثقة بدليل ظهور مصحف عثمان رضى اللَّه عنه فى حياة أُبىّ وأبى موسى وابن مسعود دون اعتراض من أى منهم -انظر إضاقات المترجم الملحقة بالترجمة. (المترجم)