سجع جميل، وعادة ما تبدأ بلون من ألوان القسم (مثل سورة البلد والشمس والليل) كما أن بعض أجزاء السور الأطول قليلًا، مثل بدايات سورة القيامة، وسورة الانفطار، وسورة المطففين، وسورة الانشقاق، وسورة البروج، يمكن وصفها بأنها "تشبه السجع" ولكن معظم السور تتضمن آيات طويلة منثورة لا يشغل السجع فيها إلا مكانًا ثانويًا، ويصدق ذلك أيضًا على التوافق الصوتى بين أصوات الألفاظ. وأحيانًا ما ينبع السجع بصورة طبيعية من الكلمات التى لا غنى عنها للمعنى وتعتبر جزءًا لا يتجزأ منه، وهى تشهد على إحكام التنزيل وعظمته، مثل السجع فى سورة الكهف، وسورة مريم، وسورة طه. ولكن بعض السور الأخرى، خصوصًا السور المدنية، نجد أن السجع فيها يرجع إلى صيغ ثابتة ملحقة بأواخر الآيات. فالسجع فى سورة البقرة مثلًا، وهى أطول سور القرآن، يميز نحو ثلاثة أرباع آياتها التى تبلغ ٢٨٦ آية، وهو يرجع إلى أسماء اللَّه الحسنى والحكم وما إلى ذلك بسبيل. ففى الآيات من ١٢٧ - ٢٦٨ ينشأ السجع من اسمين مقترنين من أسماء اللَّه الحسنى فى ثلاثين آية وذلك مثل: سميع عليم (سبع مرات) وعزيز حكيم (ست مرات) وغفور رحيم (ست مرات) وهلم جرّا. وتتردد الحكم الإلهية على نطاق أوسع، وكثيرًا ما تتكرر عدة مرات: مثل {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(الآيات ٧٤ , و ٤٠, ١٤٤, و ١٤٩ وغيرها) ومثل {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(الآيات ١١٠ و ٢٣٣, ٢٣٧, و ٢٦٥ وغيرها) ومثل {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(الآيات ٢٩، و ٢٣١, ٢٨٢) ومثل {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الآيات ٢٠, ١٠٦, ٢٥٩, و ٢٨٤ غيرها).
ومن الأنواع الخاصة لصيغ السجع التى تصادفنا فى كثير من السور هو ما يسمى "بالقرار" أى تكرار آية كاملة أو أكثر من آية، دون أى تعديل، والملاحظ أن الفواصل التى تفصل بينها متساوية فى الطول تقريبًا. وأروع مثل على ذلك هو تكرار السؤال الإنكارى (البلاغى){فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فى سورة الرحمن أولًا فى الآيات ١٣،