ص ٤٢١؛ وانظر T.W.Arnold: The caliphate، أكسفورد سنة ١٩٢٤ م، ص ٤٧)، كما استشهد بالآيتين ١٠٠ و ١٠١ من سورة التوبة فى تأييد هذا الرأى. وحينما صيغت النظرية السنية للخلافة، أصرت بوجه عام على أن الخليفة أو الإمام يجب أن يكون من قريش (على سبيل المثال، ابن أبى يعلى: طبقات الحنابلة، القاهرة سنة ١٩٥٢ م، جـ ١، ص ٢٦، ٣٤؛ جـ ٢، ص ٢١؛ والمواردى: الأحكام السلطانية، ص ٥؛ وابن خلدون: المقدمة، جـ ١، ص ٣٥٠ - ٤؛ والترجمة الانجليزية، جـ ١، ص ٣٩٦ - ٤٠١). ولكن بضعة من العلماء (على سبيل المثال ضرار بن عمر)، رأت رأيًا آخر، كما رأى معظم الخوارج أن الرجل الورع المستقيم من أى أصل كان يمكن أن يكون إمامًا (الأشعرى، مقالات الإسلاميين، ص ٤٦١ وما بعدها؛ والبغداد: أصول الدين، استانبول سنة ١٩٢٨ م، ص ٢٧٥). وقد سبب هذا الأمر بعض المصاعب ضئيلة الشأن فى عصور أحدث عهدًا حينما ادعى الخلافة أباطرة المغل، والسلاطين العثمانيون، ولكن معظم العلماء وجدوا سبيلًا للالتفاف حول هذه الصعوبات (T. W.Arnold: Caliphate, ص ١٦٢, ١٧٥).
ويذكر الجغرافى الهمدانى (توفى سنة ٣٣٤ هـ/ ٩٤٥ م) جماعات صغيرة من قريش فى أجزاء مختلفة من شبه جزيرة العرب لعلها من بقايا المواقع التجارية (طبعة D.H.Mueller، ص ١١٩, ١٢٢, ١٦٥, ١٩٤, ٢٥٨)؛ فى حين يبين اليعقوبى (توفى سنة ٢٨٤ هـ/ ٨٩٧ م) وجود جماعة من قريش قرب صيدا فى لبنان (تقويم البلدان، طبعة ليدن سنة ١٨٩٢ م، ص ٣٢٧). وفى اليوم الحاضر يوجد كثير من قريش يعيشون عيشة البدو فى جوار مكة، بينما فى مكة نفسها يوجد مفتاح الكعبة فى حوزة عشيرة من قريش تسمى بنو شيبة.
والنسبة من قريش هى قرشى، لكنها لم تكن تستخدم كثيرًا فى الأماكن الرئيسية للخلافة فى القرون الأولى، ولكن النسبة كانت إلى العشيرة. وبعد فترة من الزمان، يبدو أن بعض الرجال قد افتخروا بأنفسهم بأنهم من سلالة قريش. وفيما يلى بعض الأمثلة: واحد