للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للتغلب عليه. وبعد أن جرح محمود فى معركة باذيان (١٧ يونيو ١٩١٩ م)، أخذ للسجن وحكم عليه بالإعدام، لكن الحكم خفف بالنفى إلى الهند، وفى نفس الوقت، تم اغتيال عدد من الضباط البريطانيين فى زاخو والعمادية وعقره. وحكم "الميجور سويين" Magor soaneo محل الشيخ البرزانى، وسرعان ما عاد الهدوء إلى البلاد. وثارت المشاكل بتنصيب الأمير فيصل، الأمير الحجازى كملك على بغداد (٢٣ أغسطس ١٩٢١ م)، وكان هذا الأمير قد أبعده الفرنسيون من دمشق، وكان القصد من هذا إلحاق ولاية الموصل بالتاج العراقى، وهو المطلب الذى واصل الأتراك المطالبة به وأراد الأكراد تنظيمه لمصلحتهم. ولقد اعترفت معاهدة سيفرس الحديثة (١٠ أغسطس ١٩٢٠ م) السارية المفعول بحق الأكراد فى الاستقلال. وبسبب استمرار المقاومة وشمولها لكل كردستان، أعيد استدعاء الشيخ محمود البرزانى إلى السليمانية (سبتمبر ١٩٢٢ م) واقتنع بلقب "الحكمدار"، لكنه أعلن نفسه ملكًا على كل كردستان (فى نوفمبر). وأقام له حكومة من ثمانية أعضاء، ونظم البريد وأصدر طوابع بريد، وسن الضرائب على الدخان وأصدر جريدة "روجى كردستان" (شمس كردستان) التى أعطتنا تفصيلات كثيرة عن هذه الأحداث.

ولم يساعد العهد الحاكم بعد سنة ١٩٣٠ م (وهو العام الذى شهد نهاية الانتداب البريطانى فى العراق) وضع أكراد العراق؛ لأن الحكومة العراقية أرادت على الفور سحب الموظفين الأكراد المحليين من المناطق الكردية لتحل محلهم موظفين عربا ووقف تدريس اللغة الكردية فى الإدارات الشمالية. لذلك دفعهم هذا إلى الانزعاج الذى تحول إلى ثورة علنية فى السليمانية حين فتح الجنود العراقيون النار على أهلها المدنيين (٦ سبتمبر ١٩٣٠ م). ولقد قاد الشيخ محمود على الفور هذه الحركة. ولم يستطع الجيش العراقى أن يقضى عليها (سبتمبر ١٩٣٠ - أبريل ١٩٣١ م)، لكن قبض على محمود وحددت إقامته فى بيت من بيوت بغداد. وفى سنة ١٩٣١ م، اختلف