مجلاتهم فى العلوم والآداب النور. ونشرت مجموعات أشعار ومقالات عن تاريخ كردستان ومشاهير الأكراد. وأصبحت السليمانية من أكثر المراكز الثقافية نشاطا ومقرًا نشيطًا للأكراد.
ولقد شهد أكراد العراق منذ إعلان الجمهورية العراقية (١٤ يوليو ١٩٥٨ م) حتى سنة ١٩٧٠ م تقلبات وتغيرات عديدة. ولقد أثارت هذه الجمهورية حماس الأكراد، الذين شاركوا، مع الأحزاب السياسية الأخرى، فى الإطاحة بالحكم الملكى الهاشمى. وللمرة الأولى فى التاريخ أعلن دستور الدولة واقع أن:"العرب والأكراد شركاء فى هذه الأمة" ولقد أمن الدستور للأكراد حقوقهم القومية داخل قلب الكيان العراقى. ومن جانبه أعاد اللواء عبد الكريم قاسم الموظفين الأكراد المفصولين عام ١٩٤٧ م إلى مناصبهم وأذن (فى ٢ سبتمبر ١٩٥٨ م) للمُلا مصطفى البرزانى، الذى كان قد التجأ إلى الاتحاد السوفيتى حتى ذلك التاريخ, بالعودة إلى العراق. ولقد قام باستقباله هنالك بالحفاوة يوم السابع من أكتوبر ١٩٥٨ م بينما عاد رفاقه فى المنفى فى أبريل ١٩٥٩ م. وخصص قاسم له حرسًا خاصًا وبيتًا خاصًا فى بغداد ولبعض الوقت، جعله مستشاره الخصوصى.
ولقد آن للحزب الكردى الديمقراطى، الذى كان يعد نفسه سرًا لليوم العظيم، وقام بإصدار جريدته الأسبوعية "إكزيبات"(النضال)، آن له أن يظهر. ولم تعد المجلات الأدبية والعلمية الكردية والجرائد الناجحة، من ذلك الوقت فصاعدًا قاصرة على الآداب فحسب بل صار لها اتجاها سياسيا. لكن حالة النشاط هذه لم تستمر طويلًا، وتفجر ثانية صراع الأكراد واستمر لعشر سنوات، تخللتها الاعتقالات والمزيد من أعمال القمع الرهيبة. ومن الممكن يتميز أربع فترات هاهنا:
ويحتاج حل المشاكل فى الخارج والداخل "للقائد المخلص" ولقد إنتهت سياسة "قاسم" المتأرجحة بإنقلاب الجميع ضده. والأكراد أنفسهم، وقد ضاقوا ذرعًا بالوفاء بوعوده التى وعدها لهم، وانتهوا برفع السلاح ضد