للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم الدكتاتورى. وطبيعى، أن يترأس الملا مصطفى البرزانى الحركة (٩ سبتمبر ١٩٦١ م). ولم تكن هذه الانتفاضة باى حال انتفاضة قبلية، ولكنها كانت بحق ثورة كل أكراد العراق، فلاحين وسكان المدن، علماء وإقطاعيين، الذين كونوا كتلة ضد قاسم. ولقد كان الرد الانتقامى مخيفا وبمجرد أن أحست حكومة حزب البعث بقوتها، قامت بسجن المندوبين الأكراد، وأصدرت إنذارًا (١٠ يونيو ١٩٦٣ م) وفى فترة التوقف، تقلد حزب البعث السلطة فى دمشق، وقدم السوريون المساعدة لأصدقائهم العراقيين بإرسال طائرات لهم ولواء اليرموك. فطرد عبد السلام عارف حزب البعث وجمع كل السلطات فى يديه (١٨ نوفمبر ١٩٣٦ م). وتوقفت الأعمال الحربية.

ورغبة فى إنهاء المشكلة الكردية، تفاوض المشير عارف فى وقف القتال (١٠ فبراير ١٩٦٤ م) الذى تقبله الملا مصطفى البرزانى دون استشارة المكتب السياسى للحركة الكردية. لكن خلافا وقع ما بين البرزانى والمكتب السياسى، الذى اتهمه بخيانة مبادئ الثورة. ووقعت معارك دموية عند (موات)، يوم ١٧ يوليو بين الجماعات المتخاصمة. وفى المؤتمر السادس للحزب، أبعد ١٤ عضوا من ١٧ عضوا من المكتب السياسى من الحزب، ومن بينهم إبراهيم أحمد وجلال الطالبانى، اللذان التجآ إلى إيران. وسرعان ما تبدد التباس الوضع بين الأكراد والعراقيين. ففى ١٠ مايو ١٩٦٤ م، أعلنت الحكومة العراقية دستورًا مؤقتا جديدًا بدون ذكر لحقوق الأكراد وخصوصًا تلك التى وردت فى المادة الثالثة لدستور ١٩٥٨ م. ولم يوافق ذلك الأكراد، الذين لم يجردوا قواتهم من أسلحتها. ولقد بدأ شن الهجوم فى الربيع ٤ مارس ١٩٦٥ م بواسطة كل الجيش العراقى فى الغالب (المشاة، والمدرعات والطيران) بقيادة اللواء عبد الرحمن عارف، أخو رئيس الجمهورية. وبدأ بإحراز بعض الانتصارات المحلية (مارس - مايو)، ولكن فى الصيف (يونيو - سبتمبر) وقعت بعض معارك دموية فى سلسلة جبال سافين. ولقد