بين سنة ٢٦٦ هـ/ ٣٣٥ هـ، (٨٧٩ م/ ٩٤٦ م). والنسبة مشتقة من قرية ماذراية قرب واسط (انظر السمعانى، كتاب الأنساب، ورقة ٤٩٩ أ؛ وياقوت: معجم البلدان، جـ ٤، ص ٣٨١).
وقد تولى أبو بكر أحمد بن إبراهيم الماذرائى، وكنيته الأطرش (انظر معجم لين) فى عهد أحمد بن طولون والإشراف على الخراج فى مصر والشام فى سنة ٢٦٦ هـ/ ٨٧٩ م، وأصبح بذلك المؤسس لنفوذ أسرته. وقد عين ابنه عليًا -الذى لا تعرف كنيته نائبا عنه فى مصر، وبعث ابنًا آخر له، هو أبو على الحسين المعروف بأبى زبنور إلى الشام بالصفة نفسها. وقد توفى أبو بكر ابن إبراهيم فى سنة ٢٧٠ هـ/ ٨٨٤ م، وهى نفس السنة التى مات أحمد بن طولون فيها.
وتولى على بن أحمد الماذرائى الوزارة لخمارويه بن طولون (سنة ٢٧٠ - ٢٨٢ هـ/ ٨٨٤ - ٨٩٦ م)، وظل يشغل هذه الوظيفة زمن "جيش بن خمارويه" وقتل فى نفس اليوم الذى قتل فيه حبشى سنة ٢٨٣ هـ/ ٧٩٨ م.
وخلال السنوات الأخيرة لحكم الطولونيين أقام أبو على الحسين بن أحمد الماذرائى (بصفته مشرفًا على الخراج فى الشام) علاقات طيبة مع العباسيين وحتى أنهم بعد انتصارهم على الطولونيين فى سنة ٢٩٢ هـ/ ٩٠٤ م، عهدوا إليه بالإشراف على خراج مصر فحلّ محل ابن أخيه أبى الطيب أحمد بن على الماذرائى (المتوفى سنة ٣٠٣ هـ/ ٩١٥ م). ولقد أدت علاقته الحميمة مع بغداد، لأن يصبح أبو على الحسين وأفراد آخرون من أسرته ضالعين فى القتال على السلطة وهو القتال الذى كان بين الوزير على ابن عيسى وبين بنى الفرات والذى كان الماذرائيون فيه على الدوام مؤيدين لخصوم بنى الفرات على الدوام. ولهذا السبب، فإنه فى خلال الوزارة الثانية لعلىّ بن عيسى (٣٠١ - ٣٠٤ هـ/ ٩١٣ - ٩١٦ م) تولى أمر خراج الشام، كما تولى أخيه أبو بكر محمد بن على بن أحمد أمر خراج مصر وقد تسبب تغيير الوزارة فى بغداد (سنة ٣٠٤ هـ/ ٩١٦ م)، فى خلع الماذرائيين مرة أخرى وسجنهم وجئ بأبى زنبور إلى بغداد.